تحتفي "قاعة كريم فرنسيس" في القاهرة بأربع تشكيليات في معرض "عطر السودان" الذي افتتح الجمعة الفائت، ويتواصل حتى الثالث من تموز/ يوليو المقبل، حيث تشارك فيه الفنانات ياسمين عبد الله وياسمين النور وداليا عبد الإله ومسكة محمد.
تتنوّع الأعمال المشاركة في المواضيع الاجتماعية والثقافية والجندرية، أيضاً من خلال التركيز على المناظر الطبيعية، والبورتريهات وتوظيف الرموز النوبية والأيقونات السودانية القديمة عبر استخدام الزيت على القماش في رسم معظمها.
يعود بعض اللوحات إلى الملكات اللواتي حكمن مملكة كوش منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الرابع قبل الميلاد، واللواتي اتخذن لقب الكنداكة الذي يشير إلى الملكة المحاربة حيث توثق النقوش النوبية انتصاراتهن على أعدائهن.
تعلّمت داليا عبد الإله الفن بنفسها، وهي تقدّم في رسوماتها التعبيرية جسد المرأة مع إبراز حالتها الذهنية بشكل أساسي، حيث بدأت الرسم عام 2016 باختيار قضايا تخصّ الأسرة والعلاقات العائلية والقيود الاجتماعية التي تواجهها النساء بشكل يومي، وهي تطوّر استخدامها وسائط مختلفة للتعبير عن أفكارها مثل الرسوم التوضيحية بالأبيض والأسود، والفن الرقمي، والفن المفاهيمي، ومواد مختلطة والألوان الزيتية وغيرها.
أما مسكة محمد، فحصلت على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في "جامعة السودان" سنة 2016، وشاركت في ورش عمل ومعارض عدّة في كينيا وتونس ونيجيريا، وتجمع في أعمالها التي تنفّذها بالزيت والأكريليك عادة بين التجارب الحياتية المادية واستكشاف المناظر الطبيعية.
من جهتها، تخرّجت ياسمين عبد الله من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في "جامعة السودان" عام 2014، وتفرّغت للفن من خلال أسلوبها الذي يستكشف الروابط بين الشعر والرسم، حيث تعاملت في إحدى تجاربها مع قصائد محمود درويش في رسم بورتريهاتها النسائية التي تقدّمها في أوضاع نفسية متنوّعة، جالسات في حالات ترقّب وتأمل، أو بين الناس، أو كل منهن تنظر إلى مرآتها.
وتستخدم ياسمين النور الكولاج الرقمي إلى جانب وسائط مختلفة، مستفيدةً من تخصّصها في مجال الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري في إيجاد التوازن بين الشكل والتصميم والتكوين، وتستحضر في أعمالها الآثار الكوشية والرموز النوبية القديمة التي تحتفل بالمرأة القوية.