"غ ت".. إجابة بصرية عن أسئلة المكان

19 يونيو 2022
(عمل لأكرم الحلبي، من المعرض)
+ الخط -

ماذا يحدث عند التقاء الغيمة بالجبل؟ لا يحتمل السؤال هنا إجابات كثيرة، ولو أنّ التشكيليَّين أكرم الحلبي وشذى الصفدي، قرّرا أن يأتيا بإجابة فنّية عن هذا السؤال من خلال معرضهما الذي يحملُ عنوان "غَ ت" الذي افتُتح الخميس الماضي في "غاليري زاوية" برام الله ويستمرّ حتّى السادس من آب/ أغسطس المُقبل، في محاولةٍ منهما لاستكشاف مساحات بصرية جديدة بالتقاطُع مع عناصر بيئية واجتماعية عدّة.

الاسم العجائبي الذي حمله المعرض يُحيل إلى معنى الضباب، إنّما بلفظه الشائع في الجولان السوري المُحتلّ، المنطقة التي ينحدرُ منها الفنّانان. وفي هذا تأكيد على أنّ عوامل التأثُّر بالمحيط هي أُولى الخطوط التي تتشكّل في وعي الفنّان، وتجسيدها عملياً أمرٌ يُلامس المتلقّي أيضاً، كونه يتشارك هذه البيئة، ولكنّه يُعيد اكتشافها - مع الفنان - بأبجدية جديدة.

من حيث الموضوعات، فإنّ الأسطورة والحياة اليومية تتداخل في الأعمال الفنّية التي يُقدّمها كلّ من الحلبي والصفدي، وقد ظهر هذا من خلال  مسحة سريالية تشفّ عنها بعض الأعمال، وكأنّها النظرة الأولى عن البيئات المحلّية التي تستعين بالكثير من السحر والمجاز في التعبير أو وصف الأشياء من حولها. والضباب أو الـ"غت" هو أحد هذه العناصر العجائبية.

تدفّق - لشدى الصفدي
عمل بعنوان "تدفّق" لشدى الصفدي

أمّا من حيث التجهيز والتقنيات، فتوَزّعت ما بين الفوتوغراف والأكريليك والخط العربي، وتعدّى ذلك إلى استخدام التقنيات الصوتية في عمل للحلبي حمل عنوان "النجم الأحمر" وآخر بصري "وشوِش نجوم السما". أمّا الصفدي، فقدّمت أعمالها بصيغ مختلفة؛ منها الكولاج والتصوير الفوتوغرافي وكذلك طباعة السنوتايب والمجسّمات التركيبية. إلّا أنّ الطاغي على مشهد المعرض، أو التحدي إن صحّ التعبير، هي حالة التوليف بين كلّ ما سبق وتجنّب أي تنافر محتمل.

يبقى السؤال الأخير بعد كلّ هذا، متى ينحجب أو يتبدّد هذا الـ"غت"؟ وهل هو إلّا استعارة فنّية عن غشاوة استعمارية تلفّ حياة الناس في فلسطين والجولان المُحتلّين.

   

المساهمون