رغم أن المفكّر والطبيب والمحلّل النفسي المارتينيكي، فرانز فانون، لم يكتب مباشرة عن الهجرة، إلّا أن هذه التجربة، تجربة الهجرة، ظلّت حاضرة دائماً في خلفية كتاباته وتحليلاته للعالَم الذي يعيش فيه "معذّبو الأرض"، من مهاجرين ومستعمَرين ومنفيين، الذين يتقاسمون مع المهاجرين تجربة العيش في عالم تحكمه ثقافة ورؤية لا تتقاطعان بالضرورة مع ثقافتهم ورؤيتهم، بل تقمعانها أحياناً.
يوم الجمعة، الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، يحتفي "متحف تاريخ الهجرة" في باريس، بالتعاون مع مسرح "تروبيك أتريوم"، بمسيرة فانون (1925 - 1961) وأعماله، حيث يخصّص مساء هذا اليوم لتقديم عروض فنية ولقاءات حوله.
تبدأ السهرة عند السادسة مساءً بعرض فيلم "فرانز فانون: مسارُ ثائرٍ" (52 دقيقة، 2021) لـ ماتيو غليسّان وأودريه موريون، اللذين حاولا، في هذا الشريط، الاقتراب من نظرة فانون الفريدة إلى العالَم، وتساءلا عن النحو الذي يمكننا استعادة فانون وتبنّي إرثه اليوم.
يلي العرضَ طاولة مستديرة حول تناول فكر فانون لمجمل الأسئلة التي تطرحها مسألة الهجرة، وكذلك التاريخ الاستعماري الفرنسي. ويشارك في الجلسة كلّ من ميراي فانون ميندس فرانس، مديرة "مؤسسة فرانز فانون الدولية"، والصحافية أناييس كين، والباحثة في الأنثروبولجيا آري غورديان، إضافة إلى المخرج ماتيو غليسّان.
وتُتختَتم السهرة بعرضَيْن موسيقيين يستلهمان، كلٌّ على طريقته، من أفكار صاحب "بشرة سوداء، أقنعة بيضاء"، الأوّل بعنوان "إنسولا" للموسيقي المارتينيكي ماهر بوروا وفرقته، والثاني للموسيقي المارتينيكي، آيضاً، بوريس رين أديليد، يمزج فيه بين الموسيقى الإلكترونية وعدد من الآلات المارتينيكية.