تُشكّل المعارض الجماعية فرصةً لتلاقي الفنّانين، كما تَعرض للجمهور أساليب ومدارس مختلفة، فالأعمال الجماعية هي بمثابة مشهد مفتوح ومتعدّد التأويلات، والتنوّع هو سيّد الموقف أيضاً لو نظرنا إليه من ناحية الأجيال، وهذا ما يُميّزها عن المعارض الفردية التي يبقى تنوّعها ضمن الخط المدرسي الواحد، وإن حرص الفنّان على عدم الظهور بشكل أُحادي.
في هذا السياق، تُفتتح مساء اليوم في "أتيليه العرب للثقافة والفنون" (غاليري ضي) بالقاهرة، النسخة الرابعة من معرض "مختارات عربية". ويهدف المنظّمون إلى تسليط الضوء على تجارب مختلفة ضمن مشهد التشكيل العربي بعموميّته، وهذا يُكسب المعرضَ طابعاً دولياً ويحوّله إلى موعد سنوي ينتظره الفنّانون والنقّاد ومتذوّقو الفنون من مشارب شتّى.
تتواصل أنشطة المعرض حتّى السادس والعشرين من تمّوز/ يوليو المُقبل، ومن المرتقب أن تكون هذه الفترة مفصلاً هامّاً عند المشاركين، وبالأخص الجيل الشابّ، حيثُ يُشارك في هذه النسخة قرابة مئتي فنان من عشرة بلدان عربية هي: الكويت، وسورية، وتونس، والسودان، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، والمغرب، بالإضافة إلى البلد المُضيف مصر.
ومن خلال ثلاثمئة عمل، تحضُر الثقافة العربية بأبعادها الاجتماعية والجغرافية منعكسةً بألوان الفنّانين وتجاربهم الحسّية، بما في ذلك من تحوّلات متأثّرة بما تشهده المنطقة العربية من أحداث لا يمكن أن يُحيَّد دور الفنّ في التعاطي معها وتمثيلها.
وبينما ترصد بعض الأعمال القضايا الراهنة؛ مثل مسالة التفاوت أو التهميش الاجتماعي، ووضع المرأة في المجتمع، تتّجهُ أعمالٌ أُخرى إلى استلهام الفترات الماضية للمدن العربية بمزيج من الشعور بالحنين والتأمّل، وملامسة مواضيع أُخرَى تُقارب الأنماط البيئية والتراثية التقليدية.