قدّم الشاعر المصري صلاح عبد الصبور محاولات جريئة في كتابة مسرح شعري معاصر، كانت أبرز تجلّياته أعمال مثل: مأساة الحلّاج (1964)، و"الأميرة تنتظر" (1969)، و"بعد أن يموت الملك" (1973)، و"ليلى والمجنون" (1971).
لكنّ مسرحية "مسافر ليل" التي صدرت كنصٍّ في 1969، وعُرضت أوّل مرّة عام 1971، كانت تحمل خصوصية مقارنةً ببقيّة أعماله المسرحية تتعلّق بكونها الأكثر قابليّةً لإعادة الصياغة المسرحية.
خلال الأيام الأخيرة من العام المنقضي، عادت عروض "مسافر ليل" من خلال مسرح "الهناجر" في القاهرة، لكن ليس فوق خشبته داخل القاعة بل في ساحة المسرح، حيث جرى تصميم فضاء العرض في شكل عربة انسجاماً مع رؤية العمل.
النسخة التي يجري تقديمها من إخراج محمد فؤاد صدقي الذي صمّم الديكور أيضاً، ويؤدّي شخوص العمل كلّ من: حمدي عبّاس، وجهاد أبو العينين، وعلاء قوقة، علماً أن الممثلين الأخيرين كانا قد شاركا في نسخة سابقة من المسرحية، عرضَها مسرح "الهناجر" في 2018.
يعدّ العمل أحد أعمق النصوص العربية في تشريح مفهوم السلطة حيث يتحوّل قاطع التذاكر إلى "ديكتاتور" على المسافر انطلاقاً من المسؤولية الصغيرة التي تُعهَد إليه، كما تُناقش المسرحية قضية حضور التاريخ في الحاضر.