في منتصف الثمانينيات، تأسَّس "ملتقى الأندلسيات" في شفشاون (250 كلم شمال الرباط) بهدف تقديم عروض من قبل الفرق المتخصّصة في موسيقى الآلة، وتنظيم ندوات حول تاريخه وروّاده، في مدينة أُنشئت عام 1471 لتحاكي في منازلها ومعالمها معمار مدينة غرناطة الأندلسية.
يُوثّق الملتقى سنواته الماضية في معرض توثيقي يحتضنه "رواق السيّدة الحرّة" ويُعدّه الباحث محمد البوقديدي، ويُفتتح مع انطلاق الدورة السادسة والثلاثين عند السابعة والنصف من مساء غدٍ الجمعة، والتي تتواصل فعالياتها لثلاثة أيام.
يتضمن المعرض صُوَراً لملصقات الدورات السابقة، وكذلك صُوَراً للعديد من الفرق شاركت على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وأُخرى للفنّانين والباحثين المكرّمين، الراحلين منهم والأحياء، وغيرها من الصور والوثائق حول تاريخ الموسيقى الأندلسية في المغرب.
تُقام العروض على خشبة مسرح الهواء الطلق في المدينة، حيث يشارك في يوم الافتتاح كلٌّ من "جوق البارودي لطرب الآلة" بقيادة الموسيقي طارق الحسوني، و"جوق المعهد الموسيقي" بشفشاون بقيادة العياشي الفاسي، و"جوق رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي" بقيادة سعيد بلقاضي.
وفي اليوم الثاني، يشارك "جوق الفرح النسوي للطرب الأندلسي" بقيادة فاطمة الزهراء ميلود، و"جوق محمد بنزكري للموسيقى الأندلسية" بقيادة محمد بنزكري، و"جوق المعهد الموسيقي" في مدينة القصر الكبير يقيادة الحسن مروز.
ويُختتم الملتقى بحفل لـ"جوق الفنان محمد أبريول للموسيقى الأندلسية"، و"جوق الرباط/ سلا لموسيقى الآلة" بقيادة عبد الكريم اكديرة، و"جوق المرحوم العربي التمسماني" بقيادة الأمين الأكرمي.
كما تُعقد ندوة بعنوان "الرافد الموسيقي الأندلسي في التراث المغربي" بمشاركة الباحثين عبد اللطيف بن شبتيت، ومحمد أملال، وزين العابدين بنطاهر. وتكرّم الدورة الحالية كلّاً من الفنّانين محمد الذهبي من شفشاون، والحاج محمد الزكي من الرباط.
يُذكَر أنْ مدينة شفشاون تحتضن مركزاً للدراسات والبحوث الأندلسية، مهمته تأريخ إحياء الموسيقى الأصلية، ويدعم المعاهد والأندية الموسيقية التي تشجّع على تعلّم الموسيقى الأندلسية، والجوقات الموسيقية التي تحفظ هذه الذاكرة والهوية الموسيقيتين، إن كان في شفشاون، أو في غيرها من المدن المغربية.