عادت منذ فترة عروض المسرح في عدد من قاعات تونس العاصمة، كما انتظمت مهرجانات جديدة اعتمدت في الغالب على أعمال جرى إنتاجها في نهاية 2019 أو في 2020 ولم تتح الجائحة أن يشاهدها جمهور موسّع. غير أن هذه العودة لم تكن فرصة لبروز أعمال تشدّ الجمهور أو على الأقل الإعلام، ربما بسبب محدودية الحضور مع إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا.
من بين هذه التظاهرات "مهرجان الطيب الوسلاتي للمسرح" الذي انطلقت فعاليات دورته الرابعة أوّل أمس الخميس وتتواصل حتى يوم غد الأحد في "دار الثقافة المنيهلة" في تونس العاصمة، وستبث فعاليات الدورة بتقنية الستريمينغ على صفحة المهرجان على فيسبوك.
إضافة إلى العروض المسرحية التي انطلقت في اليوم الأول من خلال عمل بعنوان "معذرة بيكيت" من إنتاج "مركز الفنون الدرامية والركحية بأريانة"، يقام معرضان فوتوغرافيان، الأول يقدّم إضاءة شاملة حول تاريخ المسرح التونسي والثاني يستعيد مسيرة الممثل المسرحي الراحل الطيب الوسلاتي الذي يحمل المهرجان اسمه.
كما جرى خلال اليوم الأول عرض شريط وثائقي حول تجربة الوسلاتي. أما اليوم فتُقام ندوة حول تجربة الفنان الراحل بمشاركة مسرحيين تونسيين تقاطعوا معه كمخرجين ومؤلفين وممثّلين وتقنيين. كما يعرض اليوم عمل استعراضي مستلهم من الفولكلور من إنتاج "فرقة سهر الليالي" و"جمعية مسرح المدينة - التضامن".
تمثّل تجربة الوسلاتي (1944 - 201') همزة وصل بين جيل الروّاد الذي وضع لبنات مسرح تونسي له هو هويّته والأجيال اللاحقة، وقد تخرّج من "مدرسة التمثيل العربي"، ولم تكن مساهمته مسرحية فحسب فقد حضر كذلك في أعمال تلفزيونية وسينمائية مثل: "ماطوس"، و"عشقة وحكايات"، و"ذهب أسود".