شهد العام الجاري إنشاء العديد من التظاهرات المتخصّصة في المسرح في أكثر من مدينة مغربية، حيث انطلق "مهرجان الفداء" في الدار البيضاء بداية آب/ أغسطس الماضي، وتحتضن المدينة حالياً "مهرجان بلانكار" الذي يتواصل حتى السبت المقبل، كما انتظمت تظاهرة "المسرح يتحرّك" التي تضمّنت ستين عرضاً جرى شراء حقوقها لبثّها على قنوات التلفزة المحلية.
في الأثناء، انطلقت أيضاً فعاليات النسخة الأولى من "المهرجان الدولي للنساء المخرجات – جسد" مساء أمس الثلاثاء في "مسرح محمد الخامس" بالرباط، وتتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، بتنظيم من فرقتَي "أكواريوم" و"أنفاس".
تضيء التظاهرة تجربة عدد من المخرجات وتقدّم الدعم لهنَّ، كما تسعى إلى أن تكون "مشروعاً ناشئاً، سيتطوّر بفضل دينامية ثقافية وإبداعية موجهة نحو الحوار الفني والتبادل في تنوّعه، من خلال إسماع صوت محترفات الإخراج وإعطائهن الكلمة، لإظهار إبداعاتهن ومناقشة آمالهن وأسئلتهن وتوجساتهن، في اتجاه البحث عن حلولٍ تُفضي إلى اقتراحاتٍ جديدةٍ"، بحسب بيان المنظّمين.
وأشارت مديرة المهرجان، الكاتبة والمخرجة نعيمة زيطان، في حفل الافتتاح، إلى إكراهات امتهان المسرح من طرف المرأة، موضحّة أن اختيار ثيمة الجسد يعود إلى كونه "يشكّل حجر الزاوية والركن الأساس للعب على الخشبة، والذي من خلاله يمكن تقديم لوحات فنية تعبيرية، قد تجعل المتابع يقرأ المشاهد من خلال لغة الجسد عدا لغة التواصل الشفهي".
وُعرضت أمس مسرحية "القناع"، وهي من دراماتورجيا وإخراج زيطان، وتضمّ لوحات تعبيرية لثلاثة أجساد؛ امرأتين ورجل، تناقش موضوع استغلال المرأة والتحكّم بجسدها من خلال سلطة الذكر الذي يرسم أدوار النساء وأدوار الرجال من أجل استدامة احتكار هذه السلطة.
تتوزع عروض المهرجان على عدة مسارح وفضاءات ثقافية في المدينة، ويشمل البرنامج عروضاً مسرحية وصفوفاً دراسية وندوات فكرية، بالإضافة إلى تكريمات وحلقات نقاش ولقاءات فنية، إلى جانب جلسات نقاش مفتوح تعقب كلَّ عرضٍ مسرحي، يحضرها مخرجة العرض والفرقة المسرحية.
يتضمّن البرنامج مسرحيات "نوال" للبنانية لينا أبيض، و"المجانين" للإسبانية مارثا أوكانيا، و"العيش في الكلمات" للتونسية مريم بوسالمي، و"بيت الدمية" للفرنسية لورين دو ساكازان، و"بوجلود" للمغربية الفرنسية كنزة برادة، و"خريف" و"عيد ميلاد سعيد" للمغربيتين أسماء هوري وفاطمة الزهراء لهويتر.