مع انتشار فيروس كوفيد – 19 خلال العامين الماضيين، واجهت المتاحف والمؤسّسات الفنّية صعوبات جمّة دفعتها إلى تغيير منظورها لآليات العرض، عبر تجاوز الجدران والذهاب نحو تقديم مقتنياتها بشكل افتراضي وتوثيقها رقمياً، وتأهيل كوادرها على التعامل مع ظروف ستغيّر فلسفة المتحف ووظائفه مستقبلاً.
تستضيف "متاحف قطر" في الدوحة عند العاشرة من صباح الإثنين المقبل "مُنتدى العمل المتحفي" بنسخته لعام 2022، والتي تتواصل لثلاثة أيام، وتشتمل على سلسلة من المحاضرات، وورشات العمل، وجلسة نقاشية عامّة افتراضية حول المُمارسات الأساسية في تنظيم المعارض الفنّية خلال الأزمات.
في يوم الافتتاح، يقدّم كلّ من مدير "المتحف الوطني للفنون" في تيرانا (ألبانيا)، إرزان شكولولي، والقيّمة الفنية اللبنانية ومديرة مؤسّسة "أشكال ألوان"، كريستين طعمة، عرضاً تقديمياً. كما يديران ورشة عمل، في اليوم التالي، يشارك فيها منسّق توعية الجمهور والتدريب الفني لـ "شبكة الفن المعاصر" الفيليبينية، رينان لارو آن، والقيّم الفني والعضو المؤسس لـ "المختبر الحضري العام" في أثينا، زينيا كالباكتسوغلو، ويُختتم المنتدى بعرض تقدّمه القيّمة الفنية ميرف إلفرين والباحث والمستشار في التقييم الفنّي فاسيف كورتون.
يستهدفُ المنتدى السنويُ جميعَ القيّمين الفنّيّين والمِهَنيين المبدعين والطلّاب والعلماء المهتمّين بتعزيز الحوار النقدي حول مُمارسات التقييم الفنّي. ويستضيف المنتدى مناقشاتٍ حول الفكر والممارسات المتحفيّة، كما سيقدم أفكاراً ومنهجيّات حول خطاب تاريخ الفن وشبكات التقييم الفني.
وتناقش الأوراق المقدّمة ما هو أبعد من أساسيات عملية تنظيم المعارض الفنّية، حيث تتمحور النقاشات حول مسألة إعادة تقييم آلية المعارض الفنية، بما يتجاوز استعراض القوّة، والثراء، والعوامل الأخرى، لمعرفة كيف يمكن أن تساعد عملية تبنّي الإجراءات الأساسية في تحويل المؤسّسات الفنية.
وفي بيان للمنظّمين، أوضحت مديرة "المتحف العربي للفن الحديث"(متحف) في الدوحة أن "منتدى العمل المتحفيّ السنويّ، يوفّر منصّة يتعاون فيها متخصّصو القطاع الفنّي من أجل تقييم الممارسات المُثلى الحالية، وبحث طرق تحسينها من خلال التبادل المعرفي. وعبر سلسلة من الحلقات النقاشية وجلسات العمل، سيعمل المشاركون معاً لتحديد كيفية تذليل التحدّيات الحالية التي تواجه المتاحف بشكلٍ فعّال".