كلّ يوم، يخصّص "المعرض الوطني للكتاب التونسي" فعاليةً رئيسية لأحد القطاعات المتعلّقة بصناعة الكتاب، مثل "يوم الناشرين"، و"يوم الكتاب الفني" وغيرها. قلّما يجري الالتفات إلى فئة القرّاء باعتبارهم عنصراً أساسياً في منظومة النشر، وقد ظهرت نوعية جديدة من القرّاء في السنوات الأخيرة، وباتت حلقة مهمّة في مجال النشر، تتمثّل في ما بات يُعرَف بـ"المؤثّرين" ــ وهُم قرّاء يقدّمون ما اطلعوا عليه من أعمال ويساهمون في ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أمس، نظّم "المعرض الوطني للكتاب التونسي" ندوة بعنوان "يوم المؤثّرين" أدارها الناشر بلال المسعودي، الذي تحدّث بدايةً عن الطفرة النوعية التي شهدها الكتاب التونسي على مستوى الكمّ والكيف بعد الثورة، بفضل التحرّر من الصنصرة والرقابة، مشيراً في المقابل إلى حاجة الكتاب التونسي إلى التفاف القرّاء من حوله.
تحّدثت، ضمن الندوة، كل من سماح قطفاوي وسيرين بن حميدة عن مغامرتهما في بعث مجموعة "إقرأ تونسي" منذ سنة 2013 على موقع "فيسبوك"، وقد أشارتا إلى صعوبة التجربة في بدايتها نظراً إلى عدم تجاوب الجمهور معها، لكن بمرور الوقت حصدت المجموعة متابعة جيدة.
كما قدّمت سلمى اليانقي تجربتها في إطلاق قناة "يوتيوب" مختصّة في تقديم الكتب والتعريف بها والترويج لنقاط بيعها من أجل تقريب المسافات بين القارئ والكاتب والناشر. وأشارت اليانقي إلى تجربتها ككاتبة، معتبرةً أنّ تقديم الكتاب من طرف كاتبة يكون له تأثير أكبر لدى القارئ العادي نظراً لثقته في رأي الكاتب أو الروائي.
كما جرى تقديم نادي "ماذا تقرأ اليوم؟" في مدينة صفاقس، والذي تم ّ تأسيسه سنة 2016، حيث أضاءت أسماء حشيشة صعوبات تعرفها مثل هذه المبادرات، من بينها عدم العثور على مقرّ دائم وقلّة تجاوب المؤلّف مع دعوات الحضور ضمن أنشطة النادي وعدم تعاون بعض دور النشر. كما تحدّث الإعلامي جاسر عيد عن تجربته في تقديم برامج إذاعية تُعنى بالكتاب في محاولة منه لسدّ الفراغ في هذا المجال وإعادة الاعتبار للكتاب التونسي.