كيف يمكن أن نكون في مستوى مجابهة أخطار العالم من دون أدوات فكرية تفكّك الأزمات وتقارب الحلول؟ انطلاقاً من هذا السؤال، فتحت مجلة "فيلوزوفي ماغازين" الفرنسية عدداً من الملفات زادتها الجائحة أهمية، حيث حاولت على مدى مجموعة من أعدادها أن ترصد أكثر المفكرين فاعلية اليوم في تقديم رؤية شاملة لمعضلات العالم.
وبما أننا في عام 2021، وفي القرن الحادي والعشرين، فقد اختارت واحداً وعشرين مفكراً ومفكّرة من العالم، ومن عدة تخصّصات، لكي تنقل مقارباتهم إلى جمهور القرّاء، ضمن نصوص وأبحاث نشروها في الأعوام الأخيرة في مجلات علمية أو في كتب، وتجيب على أسئلة راهنة.
عن دار النشر التي تتبع المجلة، صدرت مؤخراً هذه النصوص مجمّعة في كتاب بعنوان "21 مفكراً لـ2021" وقد أشرف على اختيارها وإعدادها كل من مارتين لوغرو وأوكتاف لارمانياك وجولي دافيدو.
لم يكن الوباء الموضوع الحصري للكتاب، حيث إن حاضرنا مفتوح على عدة قضايا ومعضلات، مثل العنصرية والشعبوية والتلوّث البيئي وانهيارات الاقتصاد والقيم الأخلاقية.
من أبرز المقالات التي نقرؤها في الكتاب: "نستطيع أن نخفّض السرعة" لعالم الاجتماع الألماني هارتموت روزا، و"سياسة الأجساد الهشة" لعالمة النفس الفرنسية إيفا اللوز، و"هاري بوتر وثقافة الإلغاء" لهلين لويس، و"إفلاس النظام الليبرالي" للباحث الهندي بانكاش ميشرا.
وحضرت المفكّرة الأميركية جوديث بتلر بمقالة بعنوان "سياسة الحزن"، وكان مقال المفكّر الإيطالي ماوريتسيو فيراريس بعنوان "إنقاذ الكوكب أم إنقاذ من نستطيع؟"، وتحدّث عالم الاجتماع الفرنسي برونو لاتور عن إشكالية توقّف المنظومة الرأسمالية.
من الأسماء الأخرى التي حضرت في الكتاب؛ مارلين مايسو وأرجون أبادوراي ونيكولا بلوم وبول سيبيوت وبيتر سنغر وناديا يالا كيسوكيدي وجارد دياموند ومارثا نوسباوم.