قبل ثلاث سنوات، بدأت المراحل الأولى من مشروع أرشفة الصور والوثائق الخاصة بمدينة صُوْر اللبنانية، وخلال هذه الفترة، عمل المنظّمون، من خلال "مركز أثر"، على توفير المساحات اللازمة لحفظ الوثائق، كما عمل فريق من الخبراء المحلّيين والأجانب على اتباع المعايير الخاصة بالرقمنة وحفظ البيانات.
مؤخّراً أعلن المركز عن انتهاء عمليات الجمع وأطلق منصته الإلكترونية. وجاء في بيان الإعلان أنّ أرشيف "أثر" يمثّلُ شاهداً رئيسياً على تاريخ مدينة صور بين 1923 و1980، إذ يضيء على الحياة العامة في المدينة خلال تلك الحقبة، خصوصاً في ما يتعلّق بالنخبة المحلّية.
وتأتي أهمية هذا الأرشيف ممّا فرضته حقبة الحرب الأهلية (1975 - 1990)، وتداعياتها اللاحقة، من ندرة عامّة في عمليات التوثيق المرئي والمكتوب، وأحياناً أدّت لانقطاعها.
يُشار إلى أنّ "مركز أثر" يتبع إلى "الكليّة الجعفريّة" في صور، وهي الجهة المالكة لمجموعة الصور ولوثائق الكلّية، والتي تشكّل المجموعة الأساس في المبادرة. كما يسعى القائمون على المشروع إلى رفد تلك المجموعة الأساسية وتوسيعها في المستقبل، والعمل على إنشاء شبكة متنامية من الداعمين. ودعوا، عبر بيانهم، زوّار الموقع "إلى تصفّح قاعدة البيانات الرقميّة، والسفر عبر الزمن إلى ماضي مدينة صور، واكتشاف فصل من تاريخ جنوب لبنان قليل التمثيل".
تضم المجموعة الرئيسية أكثر من 5000 مادة من صُوَر وأوراق ووثائق؛ وهي توثّق جوانب متعدّدة من التاريخ الاجتماعي والسياسي لمدينة صور، بالإضافة إلى تاريخ "الكليّة الجعفريّة" التي تأسست عام 1938. ويضمّ جزء من المجموعة صُوَراً بعدسات المصوّرين الثلاثة المحترفين في ذلك الوقت في مدينة صُور، وهم: درويش درويش، وريّس سوسي، ومحمد ترجمان.
الجدير بالذكر أنّ المشروع أُنجز بتعاون بين عدد من الكيانات؛ مثل: "الأكاديمية العربية الألمانية للباحثين الشباب في العلوم والإنسانيات"، ومكتبة "الجامعة الأميركية" في بيروت، و"مؤسّسة غيردا هِنكل"، إلى جانب عدد من الباحثين والمختصين، ومنهم: شذى شرف الدين، وفاطمة علّول، وكاظم شرف الدين، وأحمد صالحاني، ومنى بحسون.