أركضُ في ذاكراتي ولا أصل

طفلة الشمس

الطفلة الجالسة قبالة الشمس في هذه الظهيرة
رفقاً بالعالَم وأنت تلعبين بالضفيرتين،
الشمس تحترق لأجلك
وهذا الباب الطيني الذي تجلسين أمامه، لم يُنجبك.
حينما تعودين إلى غرفتكِ
تذكّري الشمس فقط.

■ ■ ■

نعاس عجوز

النعاسُ رجلٌ طاعنٌ في السنّ،
يُعاشر النسيان،
ويربّي مطراً في غرفته.

النعاسُ الذي يهجم على سائقي الأجرة،
حين يحلمون بالبحر وهم يحملون امرأة فاتنة.

النعاسُ الذي يُهدهد العشاق،
حين يزورهم طائرُ الفرح.

النعاسُ الذي يتجوّل في الطرقات،
ويزرع البُطء في الهواء.
 
النعاسُ العجوز،
الذي يعانق وحدته،
الذي يسقط المطر بشدّة في غرفته.

■ ■ ■

رسولة الغيوم 

أين ذهبت الغيمة
أتُمطر الآن في مكان بعيد؟
وحدها الطفلة التي ترفع تنّورتها
وترفع بالونها في الهواء
تعرف أخبار الغيمة.

■ ■ ■

مع عروة

ماذا لو هربنا من كُلّ هذا
من الحُبّ 
ومن الشعر المتراكم كرمال لا تنتهي،
لنركض بقوّة يا عروة بن الورد
يا بن وردٍ ذابل؟
أعرفُ، لن نصل
لكنْ لنركضْ بقوّة حصانٍ خاسر.

■ ■ ■

لا أريد الصحو

أسمع خطوات الصباح في الزقاق الصغير
صوت بائع السمك الحزين
بقايا ليلة حُبّ على سرير عاشقين
هفيف شعر جارة لا توجَد

لا أريد أن أفتح العينين هذا الصباح
أركض في ذاكراتي
أركض، ولا أصل
كل عالمٍ خارج ذاكرتي لا يوجَد.

■ ■ ■

نبوة

النبوءة: هي أن نفتح شبّاك بيتنا صباحاً
فنرى امرأة تسرّح شعرها بخفّة
فنسميها الأميرة؛
هي أن نرفع رأسنا للسماء
ونقول كم هو حلوٌ عصفورك يا الله.

■ ■ ■

الحُبّ

حين قالت "أحبك"،
تحوّلنا من شعراءٍ إلى أيائل.

هذه الصحراء ليست لنا،
هذه الجبال ليست لنا.

نحن الأيائل نمشي في طريق الحب

"أحبك" ليست كلمة، بل طائر

قالت "أحبك"،
فتحوّلنا كلمات تطوف،
لا أرض تقبلنا،
ولا سماء.

* شاعر من المغرب

نصوص

التحديثات الحية

زهرة التوليب