أليساندرو فانولي.. تاريخ العرب في إيطاليا

29 نوفمبر 2021
(كنيسة سان جيوفاني في صقلية التي ظلّت مسجداً حتى القرن الـ12، Getty)
+ الخط -

تخصّص الباحث الإيطالي أليساندرو فانولي في تاريخ فلسفة القرون الوسطى من خلال قراءة المؤثرات المتعدّدة في التاريخ الاجتماعي الأوروبي، حيث درس في عدد من مؤلّفاته الأولى العلاقات بين المسيحيين والمسلمين والتفاعلات بينهما في شبه الجزيرة الإيبيرية أثناء الحكم العربي فيها.

كما حاول رسم صورة أدق لتاريخ البحر الأبيض المتوسط والتأثيرات العربية والتركية على امتداد مئات السنوات، وخاصة في الجنوب الإيطالي، حيث أصدر عشرات الدراسات، منها "العرب والنورمانديون في صقلية" (2005/ مشترك)، و"الكلمات والبحر. ثلاثة اعتبارات تتعلق بالخيال السياسي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط " (2005)، و"هجرات البحر الأبيض المتوسط. بحر ينعكس فيه العالم" (2017)، و"طريق الحرير" (2017/ مشترك).

وفي عام 2014، نشَر فانولي كتابه "التجوال في إيطاليا"، الذي صدرت نسخته العربية حديثاً عن "دار المأمون"، ترجمة رشا مهدي حسين، في محاولة لإعادة النظر في التبادلات السياسية والتجارية والثقافية التي ربطت إيطاليا بشرق المتوسط ولا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.

غلاف الكتاب

يتناول المؤلف مرحلة تاريخية بدأت منذ سيطرة المسلمين على جزيرة صقلية عام 965 م بعد محاولات عديدة، واستمر حكمهم فيها حتى بداية التوسع النورماني المسيحي عام  1072، لتلعب الجزيرة دوراً كبيراً في تناقل العلوم والآداب والفنون والعمارة والأزياء والأطعمة بين أوروبا وممالك إسلامية عديدة طوال هذه المدة.

ورغم أن الحرب والصدام شكّلا أساس العلاقة بين سكّان المدن الإيطالية والمسلمين، بحسب الكتاب، فإن صلات أخرى وثيقة جمعت بينهما، حيث ساهم العرب في تطوير الزراعة والتجارة التي اعتمدت عليها صقلية لاحقاً مصدراً رئيسياً لدخلها، كما انتقل إليها في مرحلة لاحقة العديد من الفلاسفة والكتّاب الأوروبيين لتصبح أحد أبرز مراكز الاستشراق، عبر اطلاعهم على المخطوطات العربية في الفلك والهندسة، والتي ترجم كثير منها إلى اللاتينية آنذاك.

كما يتطرّق فانولي إلى الحملة العثمانية على السواحل الإيطالية عام 1480، حيث سيطرت على عدد من الجزر والمدن، قبل أن تتراجع مع وفاة السلطان محمد الفاتح، وينطلق في كتابه من حيّ كالسا (الخالصة) في مدينة باليرمو الصقليّة، التي تحتضن آثاراً إسلامية من مساجد وحمامات وسجن وقصر، ثم ينتقل إلى مدن كامبانيا وبوغليا وصولاً إلى البندقية.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون