طوال قرون، كان سوء الفهم مسؤولاً عن الكثير من الأفكار المسبقة من جانب الأوروبيين حول حقيقة وضع المرأة العربية، وكان هذا الموضوعُ أحدَ أهداف الرحلات الاستكشافية التي كان يقوم بها رحّالة الغرب إلى الشرق، مطلِقين، من خلالها، أحكاماً كانت تلعب في مخيّلة القرّاء، وترسّخ في وعيهم الكثير من الأفكار الجاهزة الناتجة عن الصدام الحضاري الناتج، في جزء كبير منه، عن فترة الحروب الصليبية.
ويُعدّ دفاع الأميرة العمانية سالمة بنت سعيد (1844 - 1924)، ابنة سلطان عُمان وزنجبار سعيد بن سلطان البوسعيدي، عن وضع المرأة العربية المسلمة واحداً من أقدم وأندر النصوص التي تناولَت هذه القضية ذات البعد الحضاري، وحاولت من خلاله عقد مقارنة بين أوضاع النساء في الشرق والغرب.
أمّا سبب وجود هذه الأميرة في أوروبا، فيمكن القول إنّ مجموعة من العوامل السياسية والشخصية اضطرّتها للفرار إلى ألمانيا في ستينيات القرن التاسع عشر، والزواج من الهر هنريك رويتي، السكرتير الألماني لشركة "هانسينج" في زنجبار، بعد اعتناقها المسيحية، ولكن كما يبدو كان اعتناقها للدين المسيحي غير راسخ، فقد ذكرت مصادر أنّها كانت مسلمة في حياتها الخاصّة، بسبب عدم تقبُّل المجتمع الألماني في ذلك الوقت وجود سيّدة مسلمة فيه. وبعد وفاة زوجها الألماني عام 1870، تفرّغَت للكتابة وألّفَت كتابها الأوّل بعنوان "مذكّرات أميرة عربية" (1888). وفي هذا الكتاب ضمّنت دفاعها عن المرأة العربية المسلمة، والذي سنلخّصه في مقالتنا هذه.
محاولة للفهم
تقول الأميرة سالمة موضّحة سبب مناقشتها لهذه القضية: "قبل أن أستأنف رواية الأحداث التي عشتُها شخصيّاً، أريد هُنا أن أُدخل بعض الفصول التي تتناول بعض جوانب الحياة الشرقيّة. لا أريد أن أقدّم تصويراً مطوّلاً تماماً لكلّ العادات والتقاليد، فليس هدفي هو أن أضع كتاباً علميّاً، وإنّما أن أحاول تمكين القارئ الأوروبي من فهم رؤى الشرق المهمّة وعاداته فهماً صحيحاً".
وتضيف: "سأمضي في الحال إلى أهمّ هذه المسائل، إلى عرض مكانة المرأة في الشرق. يصعب عليّ أن أتناول هذا الموضوع، فأنا مقتنعة أنّ المرء سيعتبرني متحيّزة لأنّني شرقيّة الأصل، ولن أنجح أيضاً في القضاء قضاءً تامّاً على وجهات النظر المُخطئة والبعيدة عن الصواب التي تزداد رواجاً في أوروبا، وخاصّة في ألمانيا حول مكانة المرأة العربيّة إزاء زوجها. لا يزال الشرق، رغم سهولة المواصلات، البلد الأسطوري القديم، حيث يستطيع المرء أن يتحدّث عنه بما يريد بغير عقاب".
وتشير إلى دور الرحّالة والسيّاح الغربيّين في تعميم هذه الرؤى الخاطئة، حيث تقول: "يذهب سائح بضعة أسابيع إلى القسطنطينية أو سورية أو مصر، أو تونس أو المغرب، ويكتب كتاباً سميكاً عن الحياة والعادات والتقاليد في الشرق. إنّه لا يستطيع نفسه أن يرى سوى أشياء قليلة ظاهريّة، ولن يستطيع أن يُلقي نظرة على الحياة العائليّة الحقيقيّة أبداً. وهكذا يكتفي بتسجيل قصص تنتقل من فم إلى فم، وتزداد تشويهاً من خلال ذلك، كما سمعها من نادل فرنسي أو ألماني في الفندق الذي ينزل فيه، من بحّار أو حمّار ثم يبني عليه رأيه! بهذه الطّرق لا يمكن معرفة الكثير أيضاً، فهو ببساطة يشحذ خياله، ويُكمل حسب هواه. فإذا كان كتابه مُسلّياً وممتعاً، فإنّه سينتشر أكثر من كتب مُحبّة للحقيقة لا تُقدّم إلّا القليل ممّا هو شهي، وهكذا يسود الحُكم بين الجمهور الكبير".
اعتقاد خاطئ
وتقول موضّحة موقفها: "لقد حدث معي الشيء ذاته، فقد حكمتُ على أوروبا وقتاً طويلاً من خلال المظاهر الخارجية. حين رأيت الوجوه المُشرِقة في المجتمعات هُنا، اعتقدتُ أنّ العلاقة بين الرجل والمرأة في أوروبا منظّمة بصورة أفضل، وأنّ الزّيجات لا بدّ أن تكون تبعاً لذلك أكثر سعادة ممّا هي في الشرق المسلم. إلّا أنّي عندما أصبحتُ أكثر تماسّاً بالعالم بعد أن كبُر أطفالي، ولم يعودوا بحاجة إلى رعايتي المستمرّة، شعرتُ أكثر فأكثر أنّني كنتُ قد حكمتُ على الناس والعلاقات حتى الآن حكماً خطاً، وأنّ الظاهر أعشى بصري كثيراً".
وتضيف: "لقد راقبتُ بعض العلاقات التي يُسمّيها المرء زيجات، إلّا أنّها في الحقيقة لا تهدف إلّا إلى تعريض الزوجين المُقيّدين إلى بعضهما لعذاب الجحيم، وهُما لا يزالان في هذا العالم. لقد رأيتُ زيجات تعيسة كثيرة تمنعني من الاعتقاد بأنّ الزواج المسيحي أفضل كثيراً حقّاً، وأنّه يُحقّق السعادة للناس أكثر من الزواج الإسلامي. ليس الدين ولا الأعراف السائدة والرؤية تجعل الزيجات سعيدة أو تعيسة مسبقاً، حسب قناعتي. إنّ الأمر يتوقّف على فهم الزوجَين لبعضهما فهماً حقيقيّاً في كلّ مكان".
وتستند الأميرة سالمة إلى معرفتها الشخصية للردّ على الأفكار المغلوطة التي أشارت إليها؛ حيث تقول: "لا أعرف الأوضاع إلّا في زنجبار بدقّة، وتلك السائدة في عُمان بنفس القدر تقريباً. وقد احتفظَت الرؤى الإسلاميّة التي تستند إليها الشعوب الشرقيّة في بلاد العرب بالذات، ولدى الشعب العربي، بنقائها أكثر من أيّ مكان آخر، بصرف النظر طبعاً عن الفساد والتشويه اللذين لحقا بها بسبب الاختلاط الكثيف مع الغرب المسيحي خاصّة".
مساواة واقعية
تنطلق الأميرة في دفاعها من فكرة مسلَّمة تقول إنّه لخطأ تماماً أن يعتقد المرء أنّ المجتمع في الشرق أقلّ احتراماً للمرأة من الرجل. فالزوجة مساويةٌ للرجل من كلّ النواحي، إنّها تحتفظ بمرتبتها وبالحقوق التي تنتج عن ذلك بصورة كاملة. وترى أنّ ما يجعل المرأة العربية تبدو عاجزة، وأقلّ حقوقاً بشكل ما هو أنّها تعيش منطوية على نفسها وحسب، وترى أنّ هذه العادة موجودة لدى جميع الشعوب المُسلِمة في الشرق، وكذلك لدى شعوب غير مسلمة كثيرة.
ورغم إقرار الأميرة العُمانية بتأثير العادات والتقاليد على ظهور المرأة في الأماكن العامّة، وحديثها عن مشكلة تعدّد الزوجات، إلّا أنها تحدّثت عن وجود نساء يعرفن كيف يحافظن على استقلالهنّ. وهنّ يتحرّين ما إذا كان للخاطب زوجة، ويشترطن عليه في عقد الزواج ألّا يتزوّج امرأة ثانية، أو يشتري سريّة. وترى أنّ الصراع والغيرة بين الزوجات، في حال عشن في بيت واحد، أمر إيجابي؛ فهو يدفع بعض الرجال إلى الاكتفاء بزوجة واحدة هرباً من المشاكل.
وتقول إنّه من الصعب الدفاع عن تعدّد الزّوجات بأيّ حال من الأحوال، أو إيجاد العذر له، ولكنّها تطرح سؤالاً معاكساً حول الوضع لدى الأوروبيّين المتحضّرين فيما يتعلّق بالزّواج؛ حيث تقول: "هل يعامَل الزواج في أوروبا كشيء مقدّس؟ أليس الحديث عن زوجة 'واحدة' مجرّد وهمٍ غالباً؟ لا يجوز للمسيحي بالطّبع أن يتزوّج بأكثر من واحدة، وهذه فضيلة كبيرة للمسيحيّة، يُدّعى أنّ القانون المسيحي يريد ما هو طيّب وصحيح، بينما يسمح القانون الإسلامي بما هو سيئ، ولكن العادة المُتّبعة، والأوضاع القائمة تُخفّف في الشرق من حدّة عواقب القانون بدرجة كبيرة، بينما تطغى الخطيئة هُنا بكثرة حقّاً رغم القانون. يبدو لي أنّ الفرق الوحيد تقريباً بين وضع الشرقيّة ووضع الأوروبيّة أنّ الأولى تعرف عدد وأشخاص وطبائع منافساتها، بينما تبقى الأُخرى في جهل عطوف".
أسطورة عدم احترام المرأة العربية
وتنتقل الأميرة سالمة إلى فكرة أُخرى تتعلّق بالزعم أنّ العربي لا يحترم زوجته كما هو الحال في أوروبا. وتقول إنّ ذلك مجرد أسطورة. وفي رأيها أنّ الدين الإسلامي، رغم أنّه يمنح المرأة في بعض النقاط حقوقاً أقلّ من الرّجل، لكنّه يؤكّد على مبدأ حماية الرجل لها مثل طفل. وتشير إلى أنّ المسلم الذي يخاف الله يعرف الإنسانيّة جيّداً، مثل أيّ أوروبي متعلّم ومهذّب، وربّما كان الأوّل أكثر صرامة مع نفسه لأنّ الله تعالى الذي أصدر هذه الوصايا حاضرٌ بالنّسبة له في كلّ مكان، وهو يؤمن إيماناً راسخاً بالجزاء العادل عن أعماله الخيّرة والشرّيرة حتّى آخر حياته.
وتقول: "أستطيع أن أقول بضمير مرتاح إنّني سمعتُ هُنا عن الأزواج المهذّبين الذين يضربون زوجاتهم أكثر ممّا كنتُ قد سمعته في وطني، فالعربي الطيّب يعتبر هذا انتقاصاً لشرفه هو. وقد حدث أكثر من مرّة أن تدخّلتُ بين زوجين لأفضّ نزاعهما. ولا تخضع المرأة بأيّ حال من الأحوال لمزاج زوجها بالضرورة. فإذا لم يعجبها فإنّها تجد لدى أقاربها حماية، ولها الحقّ حين يتركها زوجها أن ترفع دعوى عليه أمام القاضي".
وتذكر الأميرة العُمانية أمثلة رأتها عن خضوع أزواج لزوجاتهم تشير إلى قوّة شخصية بعض النساء واستقلالهن. وتقول "إلى أيّ حدّ توسع المرأة مجال سيطرتها هذا فهو أمر مختلف حسب طبائع الزوجين". وتذكر قصّة سيّدة تعرفها كانت تدير وحدها المَزارع الكبيرة التي يملكها زوجها وبيوته في المدينة. لم يكن الرجل حتّى ليعرف كم كان مدخوله، ولم يبد أنّه كان يضايقه أن يأخذ منها النقود التي يحتاجها. وكان قد أصبح من الأغنياء نتيجة لتبصُّرها ومهارتها.
وترى الأميرة أنّ تربية الأطفال تقع على مسؤولية المرأة العربية، وهي ترى في هذا سعادتها الكبرى. بينما هي عادة مهذّبة في إنكلترا أن تلقي أمٌ نظرة خاطفة على غرفة أطفالها خلال أربع وعشرين ساعة، ويبدو هذا كافياً، وترسل الفرنسيّة طفلها إلى الريف موكلة تربيته إلى ناس غرباء تماماً. وترى أنّ هذه أفضلية للمرأة العربية التي تتلقّى نتيجة هذه بِرّاً مُخلصاً، وحبّاً عميقاً يجعل حياتها العائليّة حياة سعيدة راضية.
رؤية قاصرة
وتعود الأميرة سالمة للتأكيد أنّ المرء لا يستطيع أن يُلقي نظرة أعمق في جوهر أوضاع المرأة العربية من خلال زيارة قصيرة آنيّة وتقول: "لا يحبّ العربي، رغم كلّ مجاملاته، أن يطّلع غريبٌ على شؤونه الشخصيّة، وخاصّة عندما ينتمي هذا إلى أُمّة أُخرى، أو دين آخر. كانت إذا ما جاءت أوروبيّة إلينا تواجَه بالدهشة من قِبل الجميع في البداية، بسبب حجم ثوبها العملاق، فقد شاع ارتداء الكرينولين الذي يُغطّي السلّم بأكمله يومذاك. وكان الحديث المقتضب جدّاً الذي يتبادله الطّرفان نادراً ما يتناول شيئاً آخر غير أسرار الأزياء المختلفة. وبعد أن تكون السيّدة المعنيّة قد ضيفت على الطّريقة المعتادة، ورشّ عليها زيت الورد، وحصلت على هدايا التوديع، فإنّها كانت تنسحب دون أن تكون قد عرفت أكثر ممّا كانت تعرفه عند مجيئها. لقد دخلت بيت الحريم، ورأت النساء الشرقيّات اللاتي يُثرن الشفقة مُحجّبات فقط، وشعرت بالدهشة من زيّنا، من حِليّنا، ومن مرونة حركتنا لدى الجلوس على الأرض، ولكن هذا هو كلّ شيء. إنّها لا تستطيع أن تدّعي انّها رأت أكثر ممّا رأته الأوروبيّات الأخريات اللائي جئن إلينا قبلها".
فوائد الطلاق
وتنتقل الأميرة سالمة للحديث عن فوائد الطلاق في المجتمع الإسلامي، وخصوصاً بين الزوجين اللذين يجدان صعوبة في التفاهم، ما ينتج عنه أوضاع معقّدة ومُخجِلة، ولذلك ترى أن الشّريعة الإسلاميّة مثل هذه الحالات تقدّم فائدة لا يُمكن إنكارها، إذ تسهل الطلاق تسهيلاً كبيراً. فإنّه من الأفضل أن ينفصل زوجان مختلفان في الرؤية والطبائع اختلافاً كبيراً، على أن يبقيا مقيّدين إلى بعضهما إلى الأبد، كما هو الحال في الغرب.
وتخلص الأميرة إلى أنّ ما ذكرته يُظهر بقدر كافٍ أنّ المرأة في الشرق ليست مستعبَدة ومضطهّدة، ومحرومة من الحقوق كما يعتقد المرء في أوروبا. أمّا مقدار السلطة والنفوذ اللذين تستطيع بعض النساء كسبهما فقد أظهره نموذج زوجة والدها عزّة بنت سيف، التي كانت تسيطر على أبيها تماماً، وكثيراً ما كانت أحوال البلاط والدولة متوقّفة على مزاجها وحسب، كما تقول.
العمّة الحاكمة القوية
وتستشهد الأميرة سالمة بشخصية نسائية أُخرى كان لديها نفوذ كبير هي عمّة أبيها، فقد كانت ذكيّة، شجاعة وقويّة العزيمة. وعندما تتحدّث عن حياتها وأعمالها المرّة بعد الأُخرى يُصغي الصغار والكبار إليها بكلّ انتباه.
وتقول مستطردة حول تلك العمّة: "حين توفّي جدّي سلطان وإمام مسقط ترك ثلاثة أطفال، أبي سعيد، وعمّي سالم، وعمّتي عائشة. كان عمر أبي تسع سنوات، لذلك كان نصب وصيّ عليه ضروريّاً. وقد أعلنت هذه العمّة خلافاً للأعراف أنّها ستتولّى الحكم حتّى يبلغ ابن أخيها سنّ الرّشد، ورفضت أيّ اعتراض. وكان على الوزراء الذين لم يكونوا قد فكّروا في مثل هذا القرار، بل إنّهم فرحوا سرّاً؛ لأنّهم سيستطيعون أن يحكموا البلاد بأنفسهم بضع سنوات، أن يرضخوا. كانت الوصيّة تستدعيهم كلّ يوم لتتلقّى تقاريرهم، وتبلّغهم بالأوامر والتعليمات. كانت تراقب كلّ شيء، وتعرف كلّ ما يدور، فلم يخفَ عليها بنظرتها الحادّة شيء، وهو ما كان يزعج المتقاعسين والكسالى".
وتضيف: "لقد تخلّت عن الشّكليّات، وظهرت أمام وزرائها مُحجّبة بالشّيلة فقط؛ أي بالملابس التي ترتديها المرأة لدى خروجها. ولم تبال بما كان يعيبه العالم، وإنّما سلكت طريقها بثبات ومهارة ونشاط. وكان عليها بعد وقت قصير أن تمرّ بتجربة صعبة، لم يكن قد مضى عليها في الحكم وقت طويل حتّى اندلعت في عُمان حرب خطيرة، كما يحدث كثيراً. لقد ظنّ أقارب لنا أنّهم يستطيعون أن يُسقطوا حكم المرأة، وبالتالي حكم عائلتنا بسهولة، ويستلموا هُم أنفسهم الحكم. انطلقت مجموعاتهم تعيث في البلاد نهباً وتقتيلاً، وبلغت أخيراً مشارف العاصمة مسقط. كانت آلاف كثيرة من المواطنين قد هربت من الريف تاركة أموالها، بحثاً عن الحماية والمؤازرة في مسقط التي كانت مُحصّنة جيّداً، وقادرة على الصمود في وجه الحصار. ولكن ما فائدة أقوى الأسوار إذا نفد الزاد والعتاد؟ لقد أثبتت عمّة أبي في هذه الفترة الصعبة قدرتها، وحصلت على اعتراف وإعجاب الأعداء. كانت تركب فرسها مرتدية ملابس الرّجال وتطوف وحيدة ليلاً لتتفقّد خطوط مواقع الحراسة، وكانت تقوم بالإشراف على جنودها في جميع المواقع الخطرة".
وتشيد الأميرة بشجاعة عمة أبيها وحسن تدبيرها في التصدّي للمخاطر التي تعرّضت لها مسقط، وتقول إنها أنقذت المدينة وكانت فترة حكمها منذ ذلك الوقت هادئة، وقد استطاعت أن تسلّم ابن أخيها، المملكة وهي في حالة من النظام، حتّى إنّه استطاع أن يوجّه نظره إلى أهداف أُخرى أبعد، وخاصّة فتح زنجبار. وتقول في الختام: "نحن مدينون بالفضل في أن تكون لنا هذه المملكة الثانية لعمّة أبي. لقد كانت امرأة شرقيّة أيضاً!".
* كاتب وباحث سوري فلسطيني