أنيزي بوغاتوريو.. فوتوغرافيا ما وراء الحدود

04 أكتوبر 2021
(من المعرض)
+ الخط -

لم تتلقّ الفنانة الإيطالية أنيزي بوغاتوريو، المولودة في مدينة باري عام 1964، تعليماً جامعياً متخصصاً في التصوير الفوتوغرافي، لكنها اجتازت العديد من الدورات المتخصّصة في الأدب وتاريخ الفن والصورة، حتى أقامت معرضها الأول عام 1990.

تناولت أنيزي قضايا اللاجئين التي تتكرّر في أكثر من معرض لها، مع تركيز على الحالات الإنسانية في محاولة لنقل المشاعر والتأثيرات النفسية للجوء، إلى جانب تصويرها موضوعات لعدد من الفئات التي تواجه اضطراباً جوهرياً في حياتها، حيث التقطت العديد من الصور لعدد من المنفيين والسجناء.

ضمن فعاليات الدورة التاسعة من "مهرجان الصورة" في عمّان الذي اختتم الخميس الماضي، يتواصل معرض الفنانة الإيطالية في مبنى 1 بـ"المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" حتى مساء بعد غدٍ الأربعاء، بتنظيم مشترك مع السفارة الإيطالية و"غاليري بودبيلسكي المعاصر".

(من أعمال أنيزي بوغاتوريو)
(من أعمال أنيزي بوغاتوريو)

يحمل المعرض عنوان "الرحل المستقرون"، حيث تستعرض الصور مفهوم الحدود الذي يتجسّد ذهنياً قبل أن يأخذ شكله المحسوس أو المؤثر في حياتنا، في إحالة إلى "وهم" وجوده وارتباطه بكلّ ما نجهله هناك خارج أنفسنا وثقافتنا وذاكرتنا.

الأعمال التي جمعتها بوغاتوريو هي مقترحة كجزء من التجريب في الفوتوغرافيا، عبر طرح تساؤل أساسي عن دور الصورة اليوم، وما يمكن أن تقدّمه على صعيد المشاركة العاطفية العميقة، حيث تشكّل الحدود ظاهرة قد تظهر وتختفي ثم تعاود الظهور، نظراً لطابعه الانتقالي مع التغيّر المستمر في الآثار والدلالات السياسية والتاريخية والأخلاقية والنفسية المتعلّقة به.

ففي معرضها الجديد، يبرز موضوع عبور الحدود أو المعابر الحدودية بأنه مكان عبور نموذجي، حيث يتم الخلط بين المؤامرات وتداخلها، في تزامن لا يمكن تصوره. ذهول البشرية في طريقها في عصر الانتقال، الفائض الذي يتجاوز التاريخ لإعادة بناء صورة: تتجاوز، تزيح، تفكك ما هو قائم.

يذكر أن أنيزي بوغاتوريو تعيش بين بلغراد وبيروت، ولديها تجارب متعدّدة في مجال تركيبات التصوير الفوتوغرافي والفيديو، والكولاج التناظري والرقمي. ينعكس بحثها على الذاكرة، وإعادة بناء الروايات الشخصية والجماعية، سواء من خلال العرض أو من خلال المواد الأرشيفية التي يتم التدخل فيها.
 

 

المساهمون