"أيام التاريخ": قضايا الجغرافيا والماء والمناخ في العالَم العربي

بعد دوراتٍ سابقة دارت حول ثيمات مثل "العرب والعالَم" أو "الانتفاضات والثورات" و"الحدود"، يعود مهرجان "أيّام التاريخ" الذي ينظّمه "معهد العالَم العربي" في باريس بدورة تاسعة تنعقد، على ثلاثة أيام، تحت عنوان عريض هو "تضاريس، مناخات ومجتمعات: من العصور القديمة إلى أيامنا هذه".

يشمل البرنامج، الذي ينطلق عند العاشرة من صباح غد الجمعة في مقرّ المعهد بالعاصمة الفرنسية ويستمرّ حتى مساء الأحد، عدداً كبيراً من الفعاليات التي تتوزّع بين محاضرات ومائدات مستديرة وجلسات نقاش، إلى جانب عروض أفلام حول المواضيع التي تُستَعرَض في النقاشات، وكذلك إمكانية قيام الزوّار بجولة في متحف المعهد ينظّمها قيّموه حول ثيمة الماء.

تُفتَتح التظاهرة عند العاشرة من صباح الغد بطاولتين مستديرتين متتاليتين، يشارك فيهما طلّابُ ماجستير مهتمّون بالعالم والثقافة العربيين، حول موضوعين هُما "التنمية الحضرية في المدن العربية الكُبرى حول المتوسّط" و"المبادرات الأهلية والاستدامة الحضرية في العالم العربي". 

تليهما محاضرة للباحث مارسيل بازان انطلاقاً من كتابه "دجلة والفرات: نقطة التقاء المطامع" (2021)، الذي يعود إلى الدور الأساسي الذي لعبه النهران في نهوض الحضارات القديمة بين الرافدين، ويحلّل بعض الصراعات والتنافسات الجيوسياسية المُعاصرة التي يشكّل حوض الرافدين مركزاً لها، على خلفية مشاريع متعلّقة بالمخاوف من نقص المياه وترشيد استخدامها أو برغبة في إنتاج الطاقة منها.

وعند ظهيرة الغد تُقام مائدة مستديرة بعنوان "العيش على هامش السهوب السورية منذ العصر الحجري الحديث حتى اليوم: في مديح التأقلُم"، يشارك فيها مؤرّخون ومختصّون بعلمي الآثار والحفريات، هُم فريديريك آبس، ومحمد الدبيّات، وماري أوديل روسيه. 

ومن محاضرات وجلسات الغد الأُخرى: "التضاريس من المغرب إلى مصر: من العصر الوسيط حتى أيامنا هذه"، و"حوكمة المياه: الرهانات السياسية حول الريّ"، و"تضاريس وأطلال لبنان المعاصر من خلال الفنون البصرية"، و"في بلد الراكي: النبيذ والكحول من الإمبراطورية العثمانية إلى تركيا أردوغان" (وهو عنوان كتاب صدر عام 2021 لفرنسوا جورجون).

كما يُعرَض فيلمان، بدءاً من الرابعة والنصف، بهدف الإضاءة على استخدام الاستعمار الفرنسي لمسألة المياه كموضوع للبروباغندا بهدف وضع اليد على مصادر المياه في الجزائر (فيلم "الباحثون عن الماء"، 1953) وتونس (فيلم "معجزة الماء"، 1948).

مواعيدُ السبت والأحد تتنوّع أيضاً بين مختلف الأقاليم والبلدان العربية، وكذلك على المستوى التاريخي، بين القديم والمعاصر، مثل المائدة المستديرة "الموارد الطبيعية والتوترات بين الإمبراطوريات: المغرب والمشرق العربيان في القرنين الـ19 والـ20" (الحادية عشرة من صباح السبت)، و"صيادون ورُعاة ومزارعون في جنوب شبه الجزيرة خلال العصر القديم" (الرابعة من عصر السبت)، و"أي تكيُّف للمدن العربية في مواجهة الانتقال الإيكولوجي؟" (الحادية عشرة من صباح الأحد)، و"الإسكندرية: تحوُّلات النار" (الثانية من بعد ظهر الأحد).

آداب وفنون

التحديثات الحية

"معهد العالَم العربي" في باريس: أربعة أيام احتفالاً بالضاد