يحظى معجم "لسان العرب" الذي ألّفه عالم اللغة والمؤرخ ابن منظور (1232 – 1311) بالعديد من الدراسات المعاصرة التي يرى العديد من أصحابها أن هذا المعجم تجاوز وظيفته المعجمية في ترتيب المفردات وشرحها، باعتباره كتاباً موسوعياً تعدّدت القضايا اللغوية والأدبية التي عالجها من نحو وصرف ونقد، إلى جانب تفسيره لآيات القرآن والحديث النبوي.
"معجم الألوان في لسان العرب" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للشاعر والباحث المغربي إسماعيل زويريق في مجلّدين عن "مطبعة الوراقة الوطنية" في مدينة مراكش، وضمّ حوالي تسعمائة صفحة جمع خلالها ما تفرق في المعاجم الأخرى، مما له علاقة بالألوان.
يتناول الكتاب ما احتوت عليه مجموعة من المعاجم الأساسية من الألوان وأمثلة عليها من الأدب العربي
ويشير المؤلّف في تقديمه للكتاب إلى أهمية وجود معجم لوني "في عصرنا الحالي"، إذ إنه يفيد الباحثين والقراء ويستنير من خلاله الفنانون ونقاد الفن وعلم الجمال وجميع المختصين من مجالات متعددة، موضحاً أن عالم الألوان، عالم مليء بالعجائب، وفق تعبيره، لأنه ينقلنا من عالم ضيق إلى عالم رحب لا حدود له، لا يتسع إلا لخيال فنان واعٍ بثقافة اللون ودلالاته في حياتنا، ولعل هذه الحيرة، التي تسكن أي قارئ، أمام بلاغة اللون كما أمام بلاغة الكلمة. ولأن الإنسان العربي، الذي عاش في الصحراء قد امتلك حساً بصرياً خاصاً.
ويقرّ زويريق بأنه "كان يجد صعوبة في اختيار اللفظ الدقيق، وهو يخلط لونا بلون أو يمزج هذا بذاك، وحتى المراجع العربية، على كثرتها، لا تفيد في إيجاد معجم مختص بالألوان"، متمنياً أن يصبح الكتاب مرجعاً أساسياً للباحثين ولطلبة العلم ولعموم القراء.
خُصص الجزء الأول لما احتوت عليه مجموعة من المعاجم الأساسية في اللغة من ألوان يتصدرها "لسان العرب" لابن منظور، وما يضمّه الكثير من المصنفات العربية على سبيل الإشارة، فيما تناول الجزء الثاني الألوان في الأدب العربي، وهي الدراسة التي أوقفته عند كثير من المسائل التي جعلته يضع أمام القارئ والباحث كل ما يتعلق باللون في اللغة.
يلفت المؤلّف في نهاية الدراسة إلى أنه سيعود في كتاب قادم إلى الألوان في الشعر، وهو ما سيمكن من سد خصاص آخر، بالانتقال من بياض اللوحة إلى بياض الديوان.
يُذكر أن إسماعيل زويريق ولد عام 1944، وله العديد من الإصدارات البحثية والشعرية منها: "الأمثال المراكشية.. أربعة آلاف مثل"، "على النهج"، و"ما فوق هذي الأرض"، و"شعراء من المغرب".