في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والنقدية والفلسفية وأدب الرحلة والرواية والسيرة الذاتية.
■ ■ ■
صدر حديثاً عن "الدار الأهلية" كتاب "طائر التمّ – حكايات جنى الخطى والأيام" للمفكر الفلسطيني الأردني فهمي جدعان (1940). يتضمّن الكتاب سيرة ذاتية للمؤلّف الذي مزج بين الهمّ الشخضي وهواجس الجماعة في توثيقه لحياته التي شكّلت النكبة مفتتحاً أساسياً لسردها، ومرجعية لاستيعاب تحولات فلسطينية وعربية خلال أكثر من سبعة عقود، متضمّنة أبرز محطّات حياته والأمكنة التي جال فيها خلال رحلته الأكاديمية والبحثية الطويلة، المؤثثة بتفاصيل تشكّل يومياته وأبرز الوجوه التي رافقته في حياته بأسلوب يجمع بين الكتابة الأدبية والفلسفية.
"فكر الترجمة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للمترجم والناقد المغربي مزوار الإدريسي عن "مكتبة سلمى الثقافية". يشير المؤلّف في تقديمه الكتاب الذي يضمّ مجموعة أبحاث بهدف تقريب الترجمة وقضاياها من قضايا اليومي المعيش للإنسان، ويبيّن في كلمة واحدة صلتها القوية بالحياة، إلى جانب النظر في التقاطعات الكثيرة التي تلتقي فيها الترجمة مع الكتابة والفكر والإبداع، والسعي إلى إظهار انحيازه إلى الأسئلة الأدبية والنقدية والفلسفية، والابتعاد الملحوظ عن الاقتراب اللساني، الذي لا ينكر الإدريسي إضافاته الجليلة إلى مباحث الترجمة.
في كتابه "كاتب السلطان: حرفة الفقهاء والمثقفين"، الذي صدرت طبعته الرابعة عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، يدرس الباحث اللبناني خالد زيادة أصول المثقف في الفضاء العربي، من خلال العودة إلى الحقبتين المملوكية والعثمانية، خصوصاً في مصر وبلاد الشام، لتعقّب أدوار رجال الدين وكتّاب الديوان، ومواقفهم من التحديث في بداية القرن التاسع عشر، وأثر التحديث في الحدّ من نفوذ المؤسسة، الدينية، التي خسرت أجزاء من وظائفها، وفي انهيار جهاز كتّاب الديوان بعد أن أخذ الإداريون على عاتقهم تسيير شؤون الدولة.
صدر حديثاً عن دار "النهضة العربية" كتاب "الأرمن فى كتابات الرحالة" للأكاديمي علي عفيفي علي غازي، وفيه يدرس ما ذكره الرحالة الغربيون الذين مرّوا بالعراق والجزيرة العربية عن الأرمن، كما يتطرق إلى أهمية كتابات الرحالة كمصدر تاريخي، ثم علاقة الأرمن بالمشرق العربي ودورهم فى تاريخ المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى التاريخ الحديث. يستعرض العمل الأرمن فى كتابات الرحالة من قبيل فيليب الكرملي، وجون تايلور، وجون آشر، وليونهارت راوولف، وجون بوركهارت، ورسائل جيرتروود بيل، ويستعرض الأرمن في مجلة "لغة العرب".
صدرت عن سلسلة "الدراسات الشعبية" التي تصدرها "الهيئة المصرية العامة" للكتاب دراسة بعنوان "أصول البحث في الثقافة المادية: الفنون والحرف والصناعات التقليدية" للأكاديمي حنا نعيم حنا، اعتمد فيها على بيانات من مداخل عدة تعنى بالفنون والحرف والصناعات التقليدية. تتكون الدراسة من أحد عشر موضوعًا تنطلق من جهود الباحثين المهتمين بهذا المجال لتكون الدراسة دليلاً يستعين به الباحث المتخصص للعمل النظري والمنهجي والتوثيق للثقافة المادية وللخصائص الفنية المتصلة بعملية تصنيع وتشكيل الأعمال الفنية الشعبية.
صدر حديثاً عن دار "بالغراف ماكميلان" كتاب "صعود النيوليبرالية وتراجع الحرية" للباحثة وأستاذة الفلسفة السياسية بيرسن فيليب، وفيه تحلل العلاقة بين الدولة والحرية الاقتصادية والفردية في عمل مفكري الاقتصاد النيوليبراليين. وترى أن المفهوم النيوليبرالي للحرية والتنفيذ المكثف للإصلاحات والسياسات النيوليبرالية أدى إلى فقدان الدول لسيادتها والابتعاد عن دورها التقليدي في تحقيق الصالح العام. أثبتت النيوليبرالية بحسب الكاتبة أنها ضارة بالحضارة ومستقبل الكوكب، وأن التبني الواسع النطاق لها أدى إلى انعدام الحرية وانتشار الفقر.
عن "دار الرافدين"، صدرت النسخة العربية من رواية "عينٌ زجاجية" للكاتبة الباسكية ميرين آغور ميابي بترجمة عبد الهادي سعدون. تتناول الرواية قصة امرأة تعرّضت إلى خسارة عاطفية، فتلجأ في أواخر الثلاثينيّات من عمرها إلى إقليم لاند الفرنسي كسبيلٍ للهروب من معاناتها، وهناك تجد العزاء شيئاً فشيئاً عبر الكتابة عن الخسائرِ في حياتها، وعن شخصها، وعن اللّامبالاة والحرية، وفي مشاركة شكوكِها مع شخْصها الآخر على الورق، وكأنها تستعير عيناً زجاجية لإعادة النظر في حياتها بمزيج من الألم والتعالي الذي تسرد من خلاله الواقع.
"مسألة الأرشيف في المغرب: تراث حداثة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث عزيز لعويسي عن "دار أبي رقراق". يقدّم الكتاب مقاربة الأرشيف المغربي من حيث أبعاده القانونية والتنظيمية والحقوقية والحداثية والتربوية والتنموية والتعليمية والاستراتيجية، والتي خضعت لتطوير تشريعي مع صدور جملة قوانين ناظمة عام 2007، كما يستعرض العوائق المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في رقمنة وترميم الوثائق في مجالات التراث، والثقافة والتعليم، والبحث العلمي، والتنمية، والأمن، وحقوق الإنسان، ويقف عند واقع الأرشيف بعد تفشّي فيروس "كوفيد 19".
صدر حديثاً كتاب "الكلاب الرومانسية: منتخبات من الشعر العالمي" عن "دار خطوط وظلال"، ويضمّ نصوصاً شعرية نقلها إلى العربية المترجم المغربي سعيد بن الهاني، الذي استعار عنوان الكتاب من قصيدة للشاعر التشيلي روبرتو بولانيو تحمل العنوان ذاته. يتضمّن الكتاب مختارات للشعراء؛ الفرنسي من أصل مصري إدموند جابيس، والمكسيكي زبينيك هيدا، والفرنسي فرانك فوناي، والإسباني أنطونيو غامونيدا، والبرتغالي فرناندو بيسوا، والأميركية إيميلي ديكنسون، والروسي جوزيف برودسكي، والمصري اللبناني جورج شحادة، والأيرلندي جورج برنارد شو، وغيرهم.