في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين القصة القصيرة والرواية والشعر والفكر والسياسة والتاريخ ودراسات الذاكرة والتكنولوجيا وتاريخ الفن.
■ ■ ■
لسبعة كُتّاب وكاتبات من مصر تصدر عن دار "هُنّ" المجموعة القصصية المشتركة "سبع سنابل". العمل عبارة عن نتاج ورشة مشتركة عملت على تحرير نصوصها منى الشيمي، ووقّعها كلٌّ من: ديما بارا، ورحاب صفّار، وشيماء غيث، وفاطمة العوّا، ومحسن صالح، ومنى رضوان، وهبة حسني. وفيها عرضٌ لمجموعة خبرات كتابية وأسلوبية حول الحياة والأفكار والمواقف، وذلك وفقاً لوجهات نظر المُشاركين ولغاتهم المختلفة. يُشار إلى أنّ هذا العمل هو الثالث للورشة، إذ سبق أن أصدرت مجموعة قصصية أُولى بعنوان "حكايات عن بعد"، ومن بعدها "خيوط النول".
"اثنتا عشرة صرخة من الوطن" عنوان كتاب صدرت ترجمته عن "منشورات تكوين" بتوقيع محمد جمال. العمل من تحرير مينولي سالغادو، وهو عبارة عن مجموعة شهادات لـ 12 شخصاً فقدوا أقاربهم في الحرب الأهلية في سريلانكا (1983 - 2009)، ويُسلّط الضوء على المأساة الإنسانية التي نُكبَت فيها الجزيرة الواقعة قبالة السواحل الجنوبية للهند. كما يوثّق للحرب من منظور الضحايا لا الساسة، ومن خلال القصص التي تعرض أساليب الخطف والاعتقال لدى الأطراف المتحاربة، مثل "نمور التاميل" و"القوات الهندية" و"جبهة التحرير" وغيرها من المليشيات.
"إمبراطورية من مُخمل: الإمبريالية الفرنسية غير الرسمية في القرن التاسع عشر" عنوان كتاب للمؤرّخ الفرنسي دافيد تود، صدر عن منشورات "لا ديكوفرت" في باريس. ينطلق العمل من مقولة أن الإمبريالية لا تتوقّف على الاعتداء على أراضي الغير واحتلالها، وهو يسعى إلى لفت الانتباه لـ"السياسة الناعمة" التي اتبعتها فرنسا لتحقيق مآرب سياسية في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك من إغداق للمال والمساعدات على بعض البلدان، أو تثبيت دعائم اقتصادية لها في بلدان أُخرى، وتعميم رؤى ثقافية وفنية فرنسية على الشعوب الأُخرى.
"فلسفة الفوضى؛ هل ينقذ الدمار البشرية؟" عنوان النسخة العربية من كتاب المفكّر السلوفيني سلافوي جيجك، التي صدرت حديثاً عن "دار الساقي" بترجمة عماد شيحة. يقارب المؤلّف المشهد العالمي اليوم، حيث اليسار يعاني من تصدّعات مقابل عدم تنفيذ الديمقراطية الليبرالية لوعودها في الغرب واستمرار الأزمات الاقتصادية، داعياً إلى تكريس مفهوم مختلف للتضامن وتحوّل كبير في الاقتصاد عبر قراءة لمرجعيات مختلفة في السياسة والفكر والأدب مثل فلاديمير لينين وجورج أورويل وغيرهما، وفهم المتغيرات في فلسطين والعراق وأميركا اللاتينية.
صدر باللغة الإنكليزية كتاب "اضطهاد المجتمع المدني الفلسطيني: العنف المعرفي، الإسكات وإطار الفصل العنصري" للباحثين رانيا محارب وإليزابيث رغيبي وسوزان باور وبيرس كلانسي، عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية". يناقش الكتاب سعي "إسرائيل" إلى تشويه سمعة عقود من إنتاج المعرفة الفلسطينية المناهضة للفصل العنصري، ومن أجل التحرّر الوطني، كما تواصل تبريرها للاضطهاد ذاته الذي يعمل المجتمع المدني الفلسطيني على تحدّيه، وهي تكرّس ذلك من خلال قوانينها وسياساتها الممنهجة وتضييقها على المنظومات الحقوقية وتضليلها الإعلامي.
عن "منشورات فيرسو"، صدر حديثاً كتاب "إنترنت من أجل الناس: النضال من أجل مستقبلنا الرقمي" للباحث بن تارنوف. يستعرض الكتاب كيف أعيد تصميم الشبكة العنكبوتية من خلال عملية خصخصة استمرت سنوات وحوّلت شبكة أبحاث صغيرة إلى مركز قوّة للرأسمالية العالمية تواصل إنتاج الأزمات التي نعيشها، وكيف تخترق "غوغل" خصوصيات مستخدميها، ويعظّم "فيسبوك" دعاية اليمين، ويخلص إلى أن الإنترنت الذي يتعدى على الخصوصية، والمليء بالإعلانات، ليس هو الإنترنت الذي نستحقه، ولا حلّ سوى بتأميم الشبكة ليملكها الناس وليس شركات احتكارية.
عن "دار نينوى"، تصدر هذه الأيام طبعة من كتاب "حوادث دمشق اليومية: من 1154 هـ إلى 1176 هـ" لشهاب الدين أحمد بن بدير الحلّاق، بتحقيق فارس العلّاوي. يُعَدّ الكتاب من أبرز المراجع حول العاصمة السورية خلال النصف الأول من القرن 18، حيث يروي فيه البديري، الذي كان يعمل حلّاقاً، يوميات المدينة وحكايات أهلها وأحداثها الاجتماعية والسياسية الكبرى. تقدّم هذه الطبعة الكتاب كاملاً للمرّة الأولى، بالاستناد إلى مخطوطة مكتبة "شتربيتي" بإيرلندا، في حين كان يُتداوَل سابقاً في نسخة ناقصة حقّقها محمد سعيد القاسمي.
عن البلغارية، وضمن سلسلة "قطوف" التي تصدر عن "دار الدراويش"، وقّع المترجم مجاهد مصطفى "البحر الممنوع وقصائد أُخرى" للشاعرة بلاغا ديمتروفا التي وُلدت عام 1922، وعُرِفت عنها معارضتها للنظام الشمولي في بلدها، قبل أن تتمكّن من الوصول إلى منصب نائبة لرئيس الجمهورية عام 1990. كتبت أجناساً أدبية مختلفة، ففي الشعر صدر لها دواوين ثلاثة: "مَن يعتني بطائر اللقلاق الأعمى"، و"البحر الممنوع"، و"الوجه". وفي الرواية اشتغلت على سبع روايات، إضافة إلى أربع مسرحيات، والعديد من الدراسات. قبل أن ترحل عن عالمنا عام 2003.
"الذاكرة الجمعيّة" عنوانُ كتاب لعالم الاجتماعي الفرنسي موريس هالبفاكس، صدرت نسخته العربية حديثاً عن "دار صفحة سبعة"، بترجمة لطفي عيسى. يُعَدّ العمل من المراجع الأساسية في دراسات الذاكرة الجمعية، حيث إن هالبفاكس (1877 ــ 1945) هو الذي ابتكر هذا المفهوم في محاولة لفهم الكيفية التي تنشأ من خلالها التمثّلات المشتركة في مجتمع ما، والنحو الذي يتذكّر من خلاله أفراد هذا المجتمع بعض الأحداث المفصلية. سبق للكتاب أن صدر في ترجمة للسورية نسرين الزهر (بيت المواطن للنشر، 2016)، في حين صدر الأصل الفرنسي عام 1950.
عن "دار الشنفرى"، صدر كتاب "بحلوِها... ومرّها: ذاكرة امرأة من باب الأقواس" للكاتبة التونسية سعدية بن سالم، وفيه تُضيء سيرة شريفة الدالي السعداوي؛ المناضلة والناشطة النسوية التي كانت شاهدة على تأسيس النواة الأولى للحركة النسوية في تونس. من خلال لقاءٍ معها، تنقل الكاتبة فصولاً من طفولة ابنةِ محمد الدالي؛ المناضل في "الحزب الشيوعي" التونسي وأحد مؤسّسيه، وتكوينها السياسي والنقابي، وزواجها بالنقابي حسن السعداوي، إلى جانب مواضيع أخرى؛ مثل: الاتحاد القومي النسائي، وعلاقة التونسيّين بالثورة الجزائرية.
"تصاوير سامرّاء العبّاسية خلال القرن التاسع الميلادي" عنوان كتاب للفنّان والباحث العراقي شاكر لعيبي (1955) يصدر قريباً عن "دار خطوط وظلال". يتناول العمل فنّ الرسم في المدينة العراقية التاريخية خلال القرن التاسع للميلاد (الثالث للهجرة) من خلال مجموعة من الرسوم المكتشَفة أو المرمَّمة، والتي تقدّم مظاهر من الحياة الاجتماعية؛ مثل الرقص والبورتريهات الخاصّة لكهنة وقادة عسكريّين أو أشخاص مجهولين؛ بعضُها لنساء آسيويات وأفريقيات، والأزياء والتسريحات والحليّ النسائية والعري، بالإضافة إلى النباتات والحيوانات.
بتوقيع محمد حبيب، صدرت عن دارَي "ممدوح عدوان" و"سرد" الترجمة العربية لرواية "بحر أبيض" للكاتب النرويجي روي ياكوبسن (1954). يستكمل العمل الصادر في نسخته الأصلية عام 2015 قصّة "جزيرة بارأوي" التي بدأت مع رواية "اللامرئيين" (2013). تسرد الرواية قصّة الشابة إنغريد، التي تعيش وحيدةً في الجزيرة، تصيد السمك وما تجرفه الأمواج إلى الشواطئ، بينما تشهد البلاد الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. منذ مجموعته الأُولى "حياةٌ مصادرة" (1982)، أصدر ياكوبسن خمس مجموعات قصصية وكتاباً للأطفال وتسع عشرة رواية.