إصدارات.. نظرة أولى

23 مايو 2023
كيث ديتريش/ جنوب أفريقيا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الرواية والنقد الأدبي وتاريخ الموسيقى والاستشراق والدراسات الأنثروبولوجية والفلسفية.

■ ■ ■

غلاف الكتاب

"السفينة دجلة: في البحث عن بداياتنا" كتاب للأنثروبولوجي النرويجي تور هيردال (1914 - 2022)، صدرت ترجمته بتوقيع خالد طاهرعن "منشورات الجمل". ينطلق المؤلّف من مقولة للسومريّين بأنّهم جاؤوا بحراً إلى المدينة الساحلية أُور من أرض دلمون بعد الطوفان، ليخلص إلى أنّ تاريخ البشرية بدأ من البحر، مستنداً في ذلك إلى شهادات للسكّان الأصليّين الذين يعيشون اليوم في الأهوار. لتأكيد نظريته عن "اتصال الحضارات"، صنع هيردال عام 1977 سفينة من البردي أطلق عليها اسم "دجلة"، وأبحر بها من القرنة جنوبَي العراق إلى المحيط.

غلاف الكتاب

في كتابه "مقالات مختارة"، الصادر عن دار "راندوم هاوس"، يُقدِّم الشاعر التشيلي راؤول زوريتا مجموعة من النصوص الأدبية عن شعراء وروائيّين وفنّانين كلاسيكيّين ومعاصرين، كتبها في ذروة موسيقى اللغة؛ حيث قرأ هؤلاء المبدعين، إضافة إلى بعض الحلقات المأساوية من تاريخ البشرية. من دانتي أليغييري وفرانسيس بيكون مروراً بأسماء مثل فيوليتا بارا وبابلو دي روكا وبابلو نيرودا وصولاً إلى إيديا بيلارينيو ونجوان درويش، يكشف زوريتا كلّ نسمة إبداعية أضافها هؤلاء في مجالات إبداعهم، مُظهراً العلاقة الحميمية بين حياتهم وأعمالهم.

غلاف الكتاب

صدرت، عن "المركز القومي للترجمة"، النسخة العربية من كتاب "الاستشراق هيمنة مستمرّة: المؤرّخون الأنجلو -أمريكيون ومصر الحديثة" للباحث الأميركي بيتر غران بترجمة سحر توفيق. يتناول المؤلّف الكتابات الاستعمارية البريطانية عن مصر منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، وهي التي وفّرت الإطار للكثير ممّا كُتب عنها إلى اليوم، وكذلك الكتابات الأميركية التي تعاملت مع مصر بوصفها نظاماً استبدادياً شرقياً، وهي المنظومة الفكرية التي تستمرّ الدراسات الحديثة بالاستناد إليها، ما يعكس قصوراً داخل حقل الاستشراق الذي لا تزال وظيفته الأساسية حماية جزء من الهوية الغربية.

غلاف الكتاب

ضمن سلسلة "ما الذي أعرفه؟"، التي تقوم عليها "منشورات فرنسا الجامعية" في باريس، صدر كتاب "الرواقية" للباحث الفرنسي جان باتيسيت غورينا، أحد أبرز المختصّين في بلده بهذه المدرسة الفلسفية الإغريقية. الجديد في عمل غورينا أنه لا يُعطينا فهماً عمومياً للرواقيين في سياقهم اليوناني والروماني فحسب (مع فلاسفة مثل كريسيب وسينيكا وإيبيكتيتوس وماركوس أوريليوس وغيرهم)، بل يتتبّع أيضاً راهن الرواقية منذ النهضة، وحاجة المجتمعات الغربية المتزايدة إلى فلسفة كهذه تُعنى بمعنى الحكمة وبكيفية عيشنا حياتنا اليومية.

غلاف الكتاب

عن منشورات "صفحة 7"، تصدر قريباً، بتوقيع محمّد نعيم، النسخة العربية من كتاب "تاريخ التعَب: من العصر الوسيط إلى أيّامنا هذه" للأنثروبولوجي والمؤرّخ الفرنسي جورج فيغاريلّو. ظهر الكتاب بالفرنسية عام 2020، وفيه يتابع المؤلّف أبحاثه في تاريخ الجسد والحواس، عبر تدوين التغيّرات التي طرأت على فهمنا للتعب؛ إن كان في ما يتعلّق بظواهر قديمة جدّاً مثل الحروب والعمل، أو مع ولادة ظواهر أكثر حداثة مثل الرياضة، قبل أن نصل إلى ظواهر معاصرة مثل الضغط النفسي أو الإرهاق المفرط بسبب العمل.

غلاف الكتاب

"الغناء مثل الألمان.. موسيقيّون سود في بلاد باخ وبيتهوفن وبرامز" عنوان كتاب صدر عن "منشورات جامعة كورنيل" لأستاذة الموسيقى والباحثة الأميركية كيرا ثورمان. تروي المؤلّفة قصّة موسيقيّين سود في البلدان الناطقة بالألمانية، والتعاون بينهم وبين الألمان والنمساويّين، كما تستكشف كيف عزّز هؤلاء الموسيقيّون هوياتهم العرقية أو تحدّوها في قاعة الحفلات الموسيقية طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، وكيف انقسمت النظرة إليهم بين اعتبارهم الورثة الشرعيّين للثقافة الموسيقية الألمانية، وبين رؤيتهم كغرباء خطرين عليها.

غلاف الكتاب

بترجمة مارك جمال، تقصّ علينا الروائيّة التشيلية إيزابيل ألليندي، في رواية "نساء روحي"، الصادرة عن "دار الآداب"، قصّةً حميمية بدأت منذ الطفولة. تحكي لنا عن الحبّ "الذي لا ينبت مثل النبتة البرّية، وإنّما يُغرس بعناية"؛ وعن العمر "الذي يجري والمرء منشغل في وضع مخطَّطات أُخرى". كذلك تروي تجربتها في لبنان وأسفارها إلى شتّى أنحاءِ العالم، عن مسيرتها كروائيّة ونسويّة، وعن معنى أن تكون امرأةً في عالَم الرجال. تُحدّثنا عن أمّها، عن ابنتها باولا، عن النساء اللاتي دهمن عالَم الرجال، عن نساء الروح.

غلاف الكتاب

"الشعر والشرّ في الشعرية العربية" عنوان كتاب للشاعر والناقد المغربي محمد بنّيس، صدر عن "دار توبقال"، وفيه يتناول الصلةَ بين الشعر والشرّ في الشعرية العربية؛ والتي يقول إنّها مسألةٌ تعود إلى بدايات البناء النظري لنقد الشعر عند العرب في القرن الثاني للهجرة؛ حين ربط الأصمعي بينهما في تعريفه الشعر بأنّه "نكدٌ بابُه الشر"، وتقاطعت مع موقف الإسلام من الشعر والشعراء؛ متوقّفاً عند تجربة حسّان بن ثابت الذي كان يتمتّع بمكانة عالية في "الجاهلية"، ثمّ سقطت هذه المكانة عندما أصبح "يسلك طريق الخير في شعره" بعد دخوله الإسلام.

غلاف الكتاب

عن "دار ممدوح عدوان" و"منشورات سرد"، تصدر قريباً ترجمة رواية "في غياب بلانكا" للإسباني أنطونيو مونيوث مولينا بتوقيع أسماء جمال عبد الناصر. تدور الرواية حول شعور مزعج يتملّك ماريو حيال الاختلاف الكبير بينه وبين زوجته بلانكا، حيث يعيش الزوجان في مدينة جيان الإسبانية التي يعمل فيها ماريو موظفاً حكومياً يعتاد على الروتين اليومي وليس لديه استيعاب لشغف بلانكا بالفن رغم مجاراته الكاملة لها، وخضوعه لأوامرها، قبل أن تدبّ الخلافات بينهما، وتتعقد حياتهما المشتركة، وسط قناعة راسخة لديه بأنّ المرأة التي أحبّها قد غابت.

 

كتب
التحديثات الحية
المساهمون