إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تطلّ على القضية الفلسطينية من زاوية الدراسات الاجتماعية وحرب الإبادة الصهيونية على غزّة، كما تشمل مؤلّفات حول التاريخ والشعر والسينما والترجمات الأدبية.

■■■

عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "غزّة: حرب الانتقام المسعورة، مجموعة أوراق سياسات" لمجموعة من الباحثين، بتقديم الباحث خالد فرّاج. يتضمّن الكتاب أوراقاً نشرتها المؤسسة على موقعها الإلكتروني تباعاً منذ اليوم الثاني للعُدوان على غزّة، من أجل توثيق حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، وتوثيق تداعياتها على القضية الفلسطينية بصورة خاصة، وعلى الصراع العربي الإسرائيلي بصورة عامة، وتنوّعت مجالاتها المعرفية بين التاريخ، والسياسة، والقضايا الاستراتيجية، والقانون الدولي، والاقتصاد، والاجتماع، وإعادة الإعمار.
 

من الرسومات الكهفية في طاسيلي ناجر بالجزائر، مروراً بضفاف النيل، وما بينهما من شعور التاريخ غير المريح في السجن البرتغالي بالمغرب، يروي الرحّالة الإسباني سانتياغو غارسيا كارابايو في كتاب "صحراء: نداء الرمال"، الصادر عن دار "Almuzara"، رحلته في مسجد تمبكتو بمالي، ويصف لنا احتفالاته برأس السنة في واحة بموريتانيا، وما بينهما من شوارع وقرى منسيّة ينغمر فيها صخب الحضارات التي تصمّ الآذان والتي وُلدت خلف الرمال. إنه كتاب للتعرّف إلى الصحراء بطريقة استثنائية، ولسبر أغوار الكثبان الرملية: وديانها المهيبة، ومياهها غير الآمنة.
 

"فِتيان دمشقيّون في نزهة"، عنوان مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري نوري الجرّاح (1956)، صدرت عن "منشورات المتوسّط". في هذه المجموعة، كما في أعماله المتأخّرة، يعثر الجرّاح "على المفتاح السحري لمدينة الشعر. قصائده تجمع بين الملحمي والإنشادي، وبين الدرامي والحكائي، وبين الأسطوري والتاريخي، ما يجعل من شعره مسرحاً للأصوات والوجوه والأقنعة، بلغة ثريّة تفيض بصور شعرية مبتكرة وتراكيب لغوية مدهشة، وإيقاعات رشيقة، لعلّها تكون ذروة المنعطف الذي عرفته تجربة الشاعر في منجزه المتألّق خلال العقد الأخير، مثلما نقرأ في تقديم الناشر.
 

 صدرت النسخة الإنكليزية من كتاب "السؤال الاجتماعي الجديد: إعادة النظر في دولة الرفاه" لأستاذ عِلم الاجتماع والمؤرّخ الفرنسي بيير روزانفالون عن "منشورات جامعة برينستون" بترجمة باربرا هارشو. يتتبّع روزانفالون تاريخ دولة الرفاه منذ نهاية القرن التاسع عشر، والتي تقوم على أنّ المخاطر، خاصة المرض والبطالة، موزّعة بالتساوي ولا يُمكن التنبّؤ بها، موضّحاً أن هذه الفكرة أصبحت غير قابلة للتطبيق بسبب التنويع الاقتصادي والتقدّم في التحليل الإحصائي وتحليل المخاطر، وأنّ بعض الأفراد سيواجهون مخاطر أكبر من غيرهم بسبب وظائفهم وأسلوب حياتهم.
 

عن "محترف أوكسجين للنشر" في أونتاريو، صدر كتاب للمخرج والباحث السينمائي العراقي قيس الزبيدي، بعنوان "في البدء كانت الكلمة - السيناريو". يضعنا الكتاب في صلب موضوعه، وهو تعلُّم تأليف السيناريو، ويشرح مراحل هذه العملية الإبداعية، ويُقدّم لكلّ المناهج المتّصلة بها، مع تشريح لسيناريوهات أفلام وتمارين عملية على الكتابة، في سياق متصل بنظرية الفيلم وتاريخ السينما، وعلاقة هذه الأخيرة مع المسرح والرواية، والفروقات بين الأدبي والسينمائي، على اعتبار السيناريو "كتابة وصف شامل لصور وأصوات تسرد الحكاية على الشاشة".
 

بترجمة الكاتب اللبناني فارس يواكيم، صدرت عن "أطلس للنشر والتوزيع" ترجمةٌ جديدة لديوان لويس أراغون "عيون إلزا". العمل، الصادر عام 1942، هو واحدٌ من أربعة دواوين خصّصها الشاعر والكاتب الفرنسي لرفيقة دربه إلزا تريوليه حتى رحيلها سنة 1970: "إلزا" (1959)، و"مجنون إلزا" (1963)، و"ما كانت باريس لولا إلزا" (1964). الديوان، في معظمه، قصائد غزل بها، لكنّ إلزا تحضر في القصائد السياسية أيضاً؛ حيث يجعلها أراغون رمزاً لفرنسا التي كانت تحارب النازية حينها؛ حيث وظّف "موهبته الشعرية لصالح مهمّته الوطنية بحشد مؤيّدي المقاوَمة وإلهاب حماستهم".
 

"الإبادة الجماعية في الشرق الأوسط: من نكبة فلسطين إلى تدمير العراق"، عنوان الكتاب الصادر عن "دار الرافدين" للباحث العراقي سعد سلّوم، وفيه إضاءةٌ على الوقائع الاستعمارية التي شهدتها المنطقة العربية إثر زرع الكيان الاستيطاني في أرض فلسطين، والارتدادات التاريخية التي حملتها نكبة الخامس عشر من أيار/ مايو 1948 بما تضمّنته من جرائم إبادة وتطهير عِرقي وسرقة ممتلكات شعب، كما يعرض الكتاب لما ترتّب على الغزو الأميركي للعراق عام 2003 من تدمير وحرب أهليّة تلتها عمليات تهجير وإبادة واسعة قامت بها تنظيمات مسلّحة. 
 

كتاب "حكايات الساموراي" للروائي الياباني أساتارو مياموري، الصادرة ترجمته عن "دار التكوين" بتوقيع ماهر حرامي، هو أطروحة مترفة للروح والعقل، تجسّد رموز الفروسية والشهامة في عالم اليابان القديم. تتسلل صفحاته إلى عمق الزمن، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، وتستحضر قصصاً حقيقية تجسّد أفعال البطولة والتضحية. يقدّم الكتاب فرصة للتعرّف إلى ثقافة الساموراي ويكشف لنا عن قيم الشجاعة والولاء والتفاني التي كانت عنواناً لسلوك الساموراي. في عالم يعصف به الزمن والتحولات، لا يزال تراث الساموراي ينبض بالحياة في اليابان حتى يومنا هذا.
 

في رواية "مستر فيرتيغو" للروائي الأميركي بول أوستر، الذي رحل عن عالمنا مؤخّراً، والصادرة عن "دار الساقي"، بترجمة مالك سلمان، نتعرف إلى قصة وُولت، اليتيم المشاكس الذي نشأ في الغرب الأميركي، متسوّلاً المال والطعام كلّ ليلة في الشوارع الأميركية. إنها رواية عن أميركا في العشرينيات من القرن المنصرم، حيث تضجّ الحياة بعالم محكوم بالموت، ولكنه مع ذلك عالم مليء بالفرص التي لا تتوقّف عن المجيء. فمن هو الرجل ذي البدلة السوداء والقبعة الحريرية الذي سيقرر نقل وُولت إلى منزله الغامض في السهول، وهل حقّاً سيعلّمه الطيران؟ 
 

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى