إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تشمل مؤلّفات في الفلسفة والتاريخ والدراسات السياسية والسيرة والقصة القصيرة والترجمات الأدبية.

■■■
 

يُحاول الباحث السوري جاد الكريم الجباعي، في دراسته "المجتمع المدني اليوم"، الصادرة عن "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر"، أن يشتقّ مفهوم المجتمع المدني من تعيُّناته المختلفة، بغية الوقوف على إمكانات تشكُّله في البلدان المتأخّرة، وعمليات إعادة إنتاجه في البلدان المتقدّمة، وفهم الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية ومنظومات القيم، ونقدها. كذلك يقف الباحث عند مفاهيم: الملكية الخاصة، وتقسيم العمل، والتبادل المتكافئ أو اللامتكافئ في التنظيم الاجتماعي - السياسي، قارئاً دورها في إنتاج السلطة وتعيين مبادئها وأشكال ممارستها.
 

عن "المركز القومي للترجمة" صدرت الطبعة العربية من كتاب "مصر في العقد الأخير المديد عن القرن التاسع عشر: همود استعماري ومقاومة باطنة" للباحثَين مارلين بوث وأنتوني جورمان، من "جامعة إدنبره"، والتي أنجزتها المترجِمة سارة عناني. يُقدّم الكتاب إطلالة واسعة على أحداث العقد الأخير من القرن التاسع عشر في مصر، الذي تعامل معه الباحثون بوصفه مرحلة اجترار للهزيمة أمام الإنكليز وإعلان استعمار البلاد. عن طريق دراسة التحوّلات السكّانية والاجتماعية يُثبت الباحثان مدى حيوية هذا العقد، وتمهيده الطريق لبروز الوعي العمّالي في القرن العشرين.
 

"الإمبراطورية السكيثية: أوراسيا الوسطى وولادة العصر الكلاسيكي من بلاد فارس إلى الصين"، عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة برينستون" للباحث الأميركي كريستوفر آي. بيكويث. يعود الكتاب إلى أواخر القرن الثامن وأوائل القرن السابع قبل الميلاد، حين غزا المحاربون السكيثيون معظم القارّة الأوراسية الشاسعة وأنشأوا فيها إمبراطورية أحدثت نهضة حضارية كبرى، سواء في ما يخصّ صناعة المنسوجات والأسلحة وتشكيل المعادن والحِرف اليدوية، أو ما يتعلّق بالتنظيم السياسي والمعتقدات الفلسفية، مثل البوذية، والزرادشتية، واللاوتسية، وغيرها.
 

صدرت عن "الآن ناشرون وموزّعون" نسخة من "ديوان الصبابة" لشهاب الدّين أحمد بن أبي حَجَلة التّلمساني المغربيّ، بتحقيق وتقديم خالد الجبر وأحمد الشّيخ. يعد الكتاب من أبرز مصادر الأدب العربي في موضوع العِشق، وهو تتويج لمؤلفات سبقَتْه منذ خصّص ابن قتيبة الدّينوري الجزء الرّابع من "عيون الأخبار" للمرأة، وحشدَ فيه أشعاراً طريفة في العشق والغرام، حيث جمع التلمساني، الذي عاش خلال القرن الرابع عشر الميلادي، قصائد وحكايات العشّاق بين دفّتي الديوان، وقسّم هذه النصوص بحسب شخصيات العاشقين الذين كتبوا عنهم من الشعراء والحُكماء.
 

"شعر، موسيقى، ومعارِض" عنوان كتاب عبد الكريم كاصد (1946) الصادر عن "لندن للطباعة والنشر"، وفيه يقدّم المترجِم والشاعر العراقي قراءته النقديّة الخاصة لأعمال مُبدعين وفنّانين عالميّين. ومن غلاف الكتاب نقرأ: "آلهة مُدن غرقى، وآشوريّون، وفنّانون: جياكوميتي، مودلياني، سيزان، كاندنسكي، وآخرون. كلّهم يلتقون هُنا بمدنهم الغرقى، أو الضائعة، أو القادمة، أو معارضهم، وقصائدهم المنسيّة والحاضرة، في هذا الكتاب المتحف الآخر... الكتاب الذي تُزيّنه لوحاتهم، وقصائدهم، ويُضيئه عبورهم الدائم الهارب كظلالهم المُقيمة أبداً".
 

صدر، عن "دار الرافدين"، كتاب "السوق السوداء للدبلوماسية: عوالم القنوات الخلفية في السياسة الخارجية" للباحث العراقي ياسر عبد الحسين. يقف الكتاب عند مفاوضات "القنوات الخلفية"، سواء تلك التي مارسها رجال الدبلوماسية، أو التي شغلها رجال الأعمال لإيجاد وساطات لبدء الحوار، والتي كانت الأداة الأنجع لحلّ الكثير من المشكلات الدولية، موضّحاً أهمية استخدام القنوات الخلفية في الوصول إلى الحلول الدبلوماسية المطلوبة بين مختلف الفواعل الدولية، وكذلك العمل على تجاوز حالة القطيعة والانسداد السياسي في العلاقات الثنائية بين الدول.
 

عن جمعيّة "Femmes de double Culture" في باريس، صدرت طبعة جديدة من رواية "غادة الزاهرة" أو (حُسن العواقب) للكاتبة اللبنانية زينب فواز (1844 - 1914) بتحقيق وتقديم فاطمة الخواجا. يُعدّ العمل أول رواية في الأدب العربي، كُتبت عام 1899؛ أي قبل نحو خمسة عشر عاماً من صدور رواية "زينب" لمحمد حسين هيكل، وتستند إلى أحداث حقيقية، حيث تستعرض حياة زعماء منطقة تبنين، مسقط رأس الكاتبة، وتسلط الضوء على تقاليد بعض عشائر جبل عامل في القرن التاسع عشر، وخاصة الصراع بين الأميرَين وأبناء العمومة تامر وشكيب، والمؤامرات التي دبّرها الأول ضد الثاني.
 

يُمكن لمُراسلات الشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821 - 1867)، التي صدر الجزء الثاني منها عن "دار الجمل"، بترجمة سحر ستّالة، ومراجعة صالح الأشمر، تحت عنوان "الرسائل: (1860 - 1866)"، أن تُقرأ على أنّها "كبش فداء" لتعاسات كلّ الشعراء، فضلاً عن كونها تُمثّل مأساة كاتبها الشخصية. إنها ليست مجرّد "مُراسلات" بالمعنى الشائع للكلمة، فمن يقرأها يدرك تماماً أنّها عملٌ أدبي، عملٌ تتحوّل فيه حياة ما إلى قدر، ومن خلالها يُمكن إعادة كتابة التاريخ، وتصوّر ما كانت ستكون عليه حياة صاحبها، والعصر الذي عاش فيه.
 

كتب

التحديثات الحية

إصدارات.. نظرة أولى