في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الاجتماعية والتحليل النفسي وتاريخ الإعلام والفلسفة والنقد والسرد.
■ ■ ■
عن منشورات "لا فابريك" الفرنسية، صدرت قبل أيّام الترجمة الفرنسية لكتاب "حرب عالميّة ضد النساء: من مطاردة الساحرات إلى قتل المرأة" للباحثة الإيطالية سيلفيا فيديريتشي. تتوقّف فيديريتشي عند ظاهرة العنف ضد النساء، الذي يتمثّل بالتعذيب والقتل والاغتصاب. وبخلاف كثير من الباحثين، لا تعيد الظاهرة إلى مجرّد حوادث تاريخية أو إلى الهيمنة الذكورية المسيطرة منذ مئات بل مئات السنين. أصل المشكلة يعود، بالنسبة إليها، إلى نهاية العصور الوسطى، التي شهدت في أوروبا ولادة نظام قمعي للنساء محورُه إدانتهنّ بتهمة "السحر".
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، كتاب "الهجرة وتشكل النخبة السياسية في لبنان" وهو بحث مشترك أنجزه كل من بول طبر ووهيب معلوف. يعتمد الكتاب إطاراً نظرياً مستلهماً من أعمال عالم الاجتماع الفرنسي بيار بورديو حيث يقدّم المؤلفان إضاءة موسّعة على المقاربات المتعددة لمفهوم النخبة السياسية، ومن ثمّ يقترحان نظرة تاريخية إلى الدور الذي أدّته الهجرة في التأثير في العمليات السياسية. من أبرز فصول الكتاب: "مراجعة للأدبيات بشأن مفهوم النخبة السياسية"، و"دور الدياسبورا اللبنانية في ولادة دولة لبنان الكبير".
"التفسير الإبداعي للأحلام" عنوان كتاب ستانلي كربنر وجوزيف ديلارد الذي صدر حديثاً لدى "المركز القومي للترجمة" في مصر، بترجمة أيمن عزام ومراجعة وتقديم رضوى إبراهيم. يطرح المؤلّفان أسئلة حول وعي الإنسان بقدراته الإبداعية، التي تكشفها حياته الليلية، طارحين رغبتهما في "مساعدة" القارئ باكتشاف أحلامه واستخدامها كأداة لمواجهة مسائل ومشكلات حياته النهارية. يتكوّن العمل، الذي يستند إلى اشتغالات سيغموند فرويد، إلى اثني عشر فصلاً، من بينها "عن الأحلام والقدر"، "الرمز المعبّر"، "أسلوب الحلم يعكس أسلوب الحياة".
"تاريخ الميديا" عنوان كتاب جديد للمفكّر الفرنسي جاك أتالي (1943) صدر عن منشورات "فايار"، وفيه يقدّم مسحاً لتاريخ البشرية من زاوية وسائط التواصل في معناها الشامل، من إشارات الوجه إلى شبكة الإنترنت. يشير أتالي إلى أن هذه العودة الموسّعة إلى التاريخ تهدف لفهمَ المستقبل من زاوية قدرة العقل البشري على التمييز بين الحقيقي والمزيّف، وهل أن مفهوم الحريّة سيظل هو نفسه مع تسارع التحوّلات التكنولوجية. كما يتساءل عن كيفية تنظيم الحياة السياسية في حال تحقّقت مجموعة الديستوبيات التي يشير إليها كتّاب الخيال العلمي.
عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، صدر مؤخراً كتاب "موسوعة السرد العربي: سيرة كتاب" للباحث العراقي عبد الله إبراهيم. يعود العمل إلى الموسوعة التي أصدرها المؤلّف في تسعة أجزاء عام 2016 وحاولت أن تتصدّى إلى مختلف أشكال حضور السرد في الثقافة العربية، ليس فقط في الأجناس التي تعتمد السرد كشكل خطاب أساسي مثل التاريخ والحكاية المثلية ومقامة، بل أيضاً في أجناس كالشعر والتأليف في اللغة. الكتاب الجديد إضاءة لاشتغال المؤلف على هذا المشروع مبيّناً في الأثناء بناءه النظري وتقاطعاته مع حقول كثيرة.
"بلاغة الجمهور وآفاق تحليل الخطاب وتأويله" عنوان كتاب جماعي صدر عن "مركز الكتاب الأكاديمي"، بإشراف الباحث المغربي عبد الوهاب صدّيقي. من مقالات العمل: "بلاغة الجمهور في الأدب: تأسيس نظري ومثال تطبيقي" لـ عماد عبد اللطيف، و"الخطاب والمجتمع: نحو وظيفة اجتماعية للبلاغة" لـ صلاح حاوي، و"السيميائية والبلاغة: الأسس المفاهيمية والأبعاد التأويلية للخطاب" لـ ماجد قائد قاسم، و"بلاغة جمهور الخطاب التربوي" لـ عادل المجداوي، و"الاستجابة غير البليغة: دراسة في في حجج الجمهور الداعم لهمينة السلطة" لـ بسمة عبد العزيز.
"حيوات فلسفية" عنوان كتاب صدر أخيراً لميشال أونفري لدى "منشورات روبير لافون"، ويجمع مؤلفاته التي خصّصها لشخصيات فكرية مثل ميشيل دو مونتاني وسيغموند فرويد وفريدريك نيتشه وهنري دافيد ثورو. في مقدّمة العمل، يشير أونفري إلى أن هذه المؤلفات عبارةٌ عن بورتريهات متفرقة، غير أن جمْعها يجعل منها ما يشبه صورةً ذاتية. ويكتب: "لا نختار بشكل اعتباطي شخصية نؤلّف حولها كتاباً. وحين نفعل ذلك فإننا نقول شيئاً عن أنفسنا ونحن نتناولها. تصوير الآخر يعني بشكل من الأشكال أن نعطي صورة لأنفسنا من خلاله".
عن منشورات "فضاءات"، صدر مؤخراً كتاب "الفكر النائم: في نقد ومساءلة الشعرية العربية المعاصرة" للشاعر المغربي صلاح بوسريف. يقترح العمل مجموعة من النصوص التي تبحث في قضايا الشعر العربي باعتماد صيغة الشذرات. من بين المسائل التي يثيرها الكتاب موضوع لغة الشعر حيث يرى بوسريف: "ليست اللغة وحدها ما نقرأه في الكتابة، للبياض وغيره من العلامات دور الدوالي التي بها تتوسع شعرية النص، أو العمل الشعري، بما يجعل مفهوم وبناء "القصيدة"، ينتفي من تلقاء ذاته، وهذا أحد أكبر مآزق الحداثة حين لم تذكر النسيان".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
