استمع إلى الملخص
- أُقيم برنامج فني في لندن بعنوان "إيكولوجيات منكوبة: عوالم مقاومة" استنادًا إلى كتاب يلدريم، مع التركيز على الوقائع الاستعمارية والإبادة الصهيونية في غزة، وشمل مناقشات وعروض أفلام قصيرة.
- تناولت المناقشات والمداخلات تأثير الاستعمار والحروب على البيئة والثقافة في الشرق الأوسط، بما في ذلك استراتيجيات العزل في غزة والحفاظ على الحضور الإبداعي في فلسطين، مع تسليط الضوء على مشاريع معرفية حول التغيرات البيئية.
في صيف العام الماضي، صدر كتاب الباحثة التركية أوموت يلدريم "البيئات التي مزّقتها الحرب، شظايا فوضوية: تأمّلات من الشرق الأوسط"، وفيه تستنطق أستاذة الأنثربولوجيا في "معهد جنيف" البيئةَ التي لوّثتها ودمَّرتها الحروب: أشجار التوت، والنباتات الطبّية البرّية، وكذلك الحيوانات، بالإضافة إلى مخلّفات الحرب نفسها كالألغام وغيرها.
بناءً على تصوّرات كتاب يلدريم، أُقيم في "قاعات الموزاييك" بـ لندن برنامج فنّي متعدّد التخصّصات، وامتدّ على مدار ثلاثة أيام، بدءاً من الخميس الماضي وإلى مساء أول من أمس السبت، تحت عنوان "إيكولوجيات منكوبة: عوالم مقاومة"، مع تركيز أكبر على الوقائع الاستعمارية في المنطقة العربية ومن ضمنها الإبادة الصهيونية في غزّة.
وشهد يوم السبت الماضي مناقشة كتاب الباحثة شوريده مولافي "الحرب البيئية في غزّة: العنف الاستعماري ومساحات المقاومة الجديدة"، الصادر حديثاً عن "منشورات بلوتو"، والذي يتناول عملية عَزل الاحتلال لقطاع غزّة ببُطء، بعيداً عن بقيّة المدن الفلسطينية والعالَم الخارجي، وعلاقة استراتيجية العزل هذه بالإبادة الجماعية، ويشغل عُدوان عام 2014 النقطة المركزية في الكتاب.
كذلك تناول المعماري والناشط الفلسطيني طارق خلف في مداخلته "الساقية: الحفاظ على الحضور الإبداعي على الأرض" تاريخ القرية الفلسطينية (الساقية) التي هُجّر أهلها على يد العصابات الصهيونية عام 1948، وكيف تحوّل الاسم لاحقاً إلى أكاديمية تجريبية ومساحة ثقافية تعمل على نقل الحياة الثقافية إلى ريف فلسطين، أو "تطعيم الزراعة بالأنشطة التربوية والفنية والثقافية وسيلةً للحفاظ على الحضور الإبداعي على الأرض".
أمّا الباحثات أوموت يلدريم وجاسيا أوزنيان وآمنة صولتي وكالي الربيعي فعُدنَ في مداخلاتهنّ إلى تجارب أقدم حول حضور البيئة بعناصرها المختلفة، من أشجار التوت على ضفاف نهر دجلة شمالاً إلى الأراضي الرطبة (الأهوار) جنوباً، في الانتفاضات والتمرُّدات والوقائع السياسية التي شهدتها تركيا والعراق خلال القرن الماضي.
وعرضت كلّ من أريج الأشهب وسيرين علوي، من مجموعة "البلوك"، مشروعهما المعرفي حول منطقة وادي الصرار، والمشروعُ موقع رقمي يتناول التغيّرات البيئية الناجمة عن الاستعمار الاستيطاني للوادي الفلسطيني المُمتدّ بين القدس ويافا، وكيف قُطِّع بجدار الفصل العنصري والمستوطنات.
وخُصّص اليومان الأول والثاني من البرنامج لعرض مجموعة الأفلام القصيرة، من بينها: "بيّارتنا" (8 دقائق، 2009) لسُهى شومان، وفيه تروي المخرجة الفلسطينية قصّة بستان برتقال اشتراه جدّها القائد الوطني أحمد حلمي عبد الباقي في غزّة عام 1929، و"تهريب الليمون" (2006) لجومانة إميل عبّود، و"لطالما عرفنا اتجاه الريح" (2019) لإيناس الحلبي، و"مزرعة الرياح" (2023) لشذى الصفدي.
يُشار إلى أنّ نسخة ثانية من برنامج "إيكولوجيات منكوبة: عوالم مقاومة" ستُقام في "مركز بيروت للفنّ" بالعاصمة اللبنانية، خلال أيلول/ سبتمبر المُقبل.