استعادة عبد العال حسن.. بورتريهات من أرياف مصر
تشكّل الوجوه الثيمات الأساسية التي اشتغل عليها عبد العال حسن، والذي يعد أبرز فناني البورتريه في مصر منذ الستينيات، مع تركيزه على إظهاره الفوارق بين الوجوه المرسومة والطبقات التي تنتمي إليها، واختزال لوني مع إبراز للخطوط.
تحضر مَشاهد أخرى في أعمال الفنان التشكيلي المصري (1944 – 2021) الذي تخرّج من "كلّية الفنون الجميلة" في القاهرة عام 1966، ومنها مراكب الصيادين عند الفجر وفي وضح النهار وعند الغروب أيضاً، أو نساء يعملن في الحقل، أو الأسواق والحارات الشعبية في القاهرة المملوكية.
حتى السابع والعشرين من الشهر المقبل، يتواصل المعرض الاستعادي لعبد العال حسن، والذي افتُتح في "غاليري مصر" بالقاهرة الأحد الماضي، تحت عنوان "عالم عبد العال"، ويضمّ مختارات من تجربته الممتّدة لأكثر من خمسة عقود.
تُعرض أعداد قديمة من مطبوعات مصرية مثل "صباح الخير" و"روز اليوسف" عمل فيها الفنان منذ تخرّجه حتى قبيل رحيله بسنوات عدّة، مستفيداً من العمل الصحافي في التوّجه نحو تسجيلية واقعية في رسم الأمكنة الشعبية والفئات الاجتماعية المهمّشة في مناطق عديدة من بلاده.
ويتضمن المعرض بورتريهات لنساء من أرياف مصر، سواء من الصعيد أو سيناء أو الدلتا، مستخدماً الزيت والباستيل والأكواريل بشكل أساسي، مع سعي لإبرازهن في حالات تعبيرية تقرّبهن من بطلات الحكايات الشعبية في قصص بهية وياسين وحسن ونعيمة وليلى وقيس، وغيرها.
كما تُخَصَّص بعض اللوحات المعروضة للمراكب في النيل محمّلةً بالبضائع والناس، والني اهتمّ الراحل بتصويرها بالألوان الزرقاء والبرتقالية والبيضاء والأحمر، حيث تنعكس ألوان المراكب والأشرعة على سطح النهر، إضافة إلى رسوماته التي تصور رجالاً، ونساءً بشكل غالب، في أشغالهم اليومية المعتادة داخل البيوت أو الحقول أو الشوارع والساحات.
رغم تكرار الوجوه التي يرسمها وتتقاسم ملامح شبيهة ببعضها بعضاً في العيون والملامح، إلّا أن حسن أبرز الضوء كعنصر فاعل في مشاهدته لهذه الشخصيات التي ظلّ يتتبعها طوال حياته، ويحكم كيفية تقديمها للمتلقّي من لوحة إلى أخرى.
يُذكر أن عبد العال حسن وُلد في مدينة بورسعيد، وشارك في العديد من المعارض الشخصية والجماعية داخل مصر وخارجها، كما قام بتصميم الأغلفة والرسوم التوضيحية للعديد من الروايات والمجموعات الشعرية لكتّاب المصريين.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
