"البحث الموسيقي" 21.. أثر المجتمعات العربية الحديثة

26 أكتوبر 2024
مقاربات موسيقية نظرية وأُخرى تطبيقية
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يبرز الباحث نبيل الدراس أهمية الثقافة الموسيقية في تشكيل الإنسان وإثراء عالمه الروحي، مع التركيز على دورها في تقريب الناس من الطبيعة.
- يتضمن المجلّد أبحاثًا حول الموسيقى العربية، منها دراسة وسام جبران عن "الارتجال الموسيقي عند العرب" ومقارنة بين الفن الشرقي واليوناني، وبحث عبد الرزاق أبلال عن موسيقى "العيطة" المغربية.
- تشمل الأبحاث الأخرى توثيق المسرح الغنائي التونسي، وتحليل الموسيقى السودانية الحديثة، وتأثير التمارين الرياضية على أداء طلبة الغناء العربي، ودراسة حول تصورات أساتذة الموسيقى في تونس.

"معنى دراسة الثقافة الموسيقية لا يقتصر على اكتشاف شيء جديد لفهم الثقافة نفسها فقط. الثقافة الموسيقية تُشكّل الإنسان، وتُثري عالمه الروحي الداخلي. وفي الوقت نفسه، تُقرّب الناس والمجتمع البشري من الطبيعة"، بهذه الكلمات يفتتحَ رئيسُ تحرير مجلّة "البحث الموسيقي"، الباحث الموسيقي الأردني نبيل الدراس، المجلّدَ الحادي والعشرين من الدورية السنوية، الصادر حديثاً عن "المجمع العربي للموسيقى" التابع لجامعة الدول العربية، تحت عنوان "الموسيقى العربية في ثقافة مجتمعها الحديث"، وتضمّن ستّة أبحاث.

يتناول البحث الأوّل من المجلّة "الارتجال الموسيقي عند العرب" للموسيقي والباحث الفلسطيني وسام جبران، من مبدأ فلسفة الصراع السرمدي بين إرادة مُعايشة الصوت داخل لحظة الانفعال الموسيقي الآني، وإرادة التدوين، أو تحويل هذه المُعايَشة إلى نصٍّ موسيقيّ مكتوب، خارج اللحظة.

وينطلق الباحث هنا من تلك المقاربة الجمالية التي يصف هيغل من خلالها الفنّ الشرقي بأنه فنٌّ رمزيّ ناقصٌ، ينعدم فيه التوافق بين الفكرة والشكل، وبالمقابل، يصف الفنَّ اليوناني بأنّه فنّ التوافق بين الفكرة وتجلّياتها الخارجية. ويخلص إلى أنّ التماهي الكلّي بين النصّ المكتوب على الورق والفكرة الموسيقية التي نفكّر بها غير ممكن إلاّ مُصَحَّفاً، أو مُؤوّلاً، بدءاً من مفاعيل نقل الفكرة إلى الورق، ثمّ عبر تأويلات العازفين وطرق التلقّي لدى المُستمعين.

ستّة أبحاث تتناول أنماطاً موسيقية من فلسطين ولبنان والسودان إلى تونس والمغرب

ويلقي البحث الثاني "موسيقى العَيْطَة" للباحث المغربي عبد الرزاق أبلال الضوء على تاريخ وبنية موسيقى الهامش المغربي "موسيقى العيطة" كفنّ موسيقي أصيل، وإن كان هامشياً من حيث الانهماك الجماهيري والاهتمام العلمي. وإذا كانت بدايات هذا النمط الموسيقي التقليدي قد ارتبطت باستقدام القبائل العربية إبان العهد الموحّدي، وما ارتبط به من نشوء نمط غنائي بدوي، سيُعرف فيما بعد بغناء "العيطة"، فقد أتاح القرن التاسع عشر اعترافاً رسمياً بهذه الموسيقى بعد مسار طويل من التهميش.

وتتوقّف الباحثة التونسية عبير الشريف، في "المسرح الغنائي التونسي منذ نشأته إلى نهاية الحرب العالمية الثانية من خلال الصحافة المكتوبة (1909 - 1945): دراسة توثيقية"، عند أبرز المحطّات والفترات التاريخية التي عرفها المسرح الغنائي التونسي: نشأته، وأولى الجمعيات والفرق التي نشطت فيه، وأبرز الشخصيات التي اقترن بها تطوّر المسرح الغنائي التونسي طيلة الفترة المذكورة.

ويتناول البحث الرابع، "الموسيقى السودانية الحديثة عبر قرنٍ من الزمان 1920 - 2020" للباحث السوداني كمال يوسف، نشأة وتطوّر الموسيقى السودانية الحديثة، وذلك بالكشف عن الجذور والبدايات الأولى لنشأة هذه الموسيقى ومراحل تطوّرها، وما مرّت به خلال الحِقب المختلفة من أسبابٍ أدّت إلى هذا التطوّر، سواء كان ذلك ناتجاً عن التحوّلات الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو حتى السياسية.

ويقرأ الباحث اللبناني جيلبير معوّض في البحث الخامس "تأثير التمارين الرياضية وتقوية البنية العضلية على أداء طلبة الغناء العربي: دراسة في علم تشريح الصوت والصوتيات والزخرفة الصوتية والوقاية من الأمراض الصوتية"، هادفاً إلى التحقيق في تأثير التمارين الرياضية وتقوية البنية العضلية على مهارات طلبة الغناء العربي. وتسعى الدراسة إلى البحث في جوانب الغناء العربي التي يمكن لتدريب العضلات تعزيزها، وإلى التأكّد ممّا إذا كانت هذه التمارين تقي من أمراض الصوت النمطية مثل التكيّس الصوتي والانتفاخ.

وتُختتم المجلّة ببحث سادس للتونسية دلال بن رمضان، تتناول فيه "الإيقاظ الموسيقي بتونس: تصوّرات أساتذة معاهد الموسيقى التونسية الراجعة بالنظر لوزارة الشؤون الثقافية لمحتوى حصص الإيقاظ الموسيقي"، وهي دراسة ميدانية تعرض تصوّرات أساتذة الموسيقى لمحتوى حصص الإيقاظ الموسيقي، في ظلّ عدم وجود برمجة صادرة عن هيئات مختصّة تُعنى بهذه المادة.

مع غزة
التحديثات الحية
المساهمون