في مارس/ آذار، أُعلن عن مجموعة ملتقيات بتنظيم من "مركز الحسّو للدراسات الكمية والتراثية" في بريطانيا، تناقش جملة قضايا تتعلّق بالتيارات العقلية والفكرية في الحضارة العربية الإسلامية والتعدديات الثقافية ومكانتها فيها، ودور المدن في ترسيخ ثقافة العمران وقيم التحضر، وإشكالية الكتابة عنها في أدبيات المؤرخين الغربيين.
انطلقت أعمال الملتقى الأول عند الثامنة من مساء أمس السبت، تحت عنوان "الحضارة العربية الإسلامية - رؤى ومناهج متنوعة: دراسة للجذور والنشأة والهوية والمصير (الثابت والمتغير)، والتي تتواصل عبر منصة زووم حتى مساء غدٍ الاثنين، بمشاركة عدد من الباحثين العرب.
يهدف المؤتمر إلى رصد وتحليل ونقد رؤى ومنهجيات الدراسات المعاصرة المدونة باللغات الأجنبية، واللغة العربية، التي تناولت نشأة الحضارة العربية الإسلامية، وأبعاد تأثّرها بالحضارات القديمة التي سبقتها، وكانت قائمة في محيطها الحيوي؛ قريبه وبعيده، بما فيها الكيانات الحضرية التي كانت قائمة في الجزيرة العربية.
كما يسعى المشاركون إلى تشخيص المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية واللغوية التي عرفها مجتمع الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، وأبعاد تأثرها بقيم الدين الجديد، وعلاقة ذلك بنشأة وجذور الحضارة العربية الإسلامية، والكشف عن التنظيمات السياسية والإدارية والسياسية التي ساهمت في تشجيع النمو والتفاعل الحضاري بين مبادئ وقيم الإسلام ومبادئ وأفكار ونظم الحضارات السائدة قبله.
وتقدّم أوراق المؤتمر قراءة جديدة لحركة التمدن، تصوّب وتستكمل ما انتهت إليه الدراسات السابقة المدونة باللغة العربية واللغات الأخرى، وتؤسس لفهم أكثر اقتراباً من الحقيقة التاريخية لتلك الحركة، وفق المعطيات المستجدة والمكتشفات الأثرية، خاصة ما يتطلّب منها إعادة النظر في قراءته، وقراءة ما لم يخضع للتحليل والتفكيك والدراسة منه، أو مما اكتشف منها في العصر الحالي، بحسب بيان المنظّمين.
من بين الأوراق المشاركة: "المنهج الحضاري المعاصر في كتابة التاريخ" لهاشم الملاح، و"العرب القدماء وتأثيراتهم التاريخية والأنثروبولوجية في تكوين الحضارة العربية الإسلامية" لسيار الجميل، و"عناصر الوحدة في المجتمع العربي قبل الإسلام: مناقشة في أفكار المستشرق فون غروننيباوم"، و"في سبيل مشروع إعادة قراءة النصوص المسمارية من وجهة نظر عربية" لعامر الجميلي".