الحياة الثقافية في تركيا: شهر الخروج من الحظر

بعد حالة من الركود في المشهد الثقافي التركي، تسبّب فيها وباء كورونا المستجدّ منذ النصف الأوّل من العام الماضي، تعود الحياة الثقافية في البلاد إلى طبيعتها بعد قرار رفع حظر التجوّل وفتح قاعات السينما والمسارح منذ الأول من تمّوز/ يوليو الجاري. إلّا أن إجراءات رفع الحظر في تركيا ترافقت مع قرار رئاسي بمنع الفعاليات الموسيقية في الأماكن العامة بعد منتصف الليل، وقد تسبّب هذا القرار بجدل واسع في الأوساط الثقافية والسياسية أيضاً، ولم يُحسم حتى الآن.

لعلّ أبرز الأحداث الثقافية في مجال السينما هي عودة "مهرجان إسطنبول السينمائي" في دورته الأربعين، الذي يقيمه "وقف إسطنبول للثقافة والفن". وقد بدأت فعالياته في الأوّل من تموز/ يوليو وتستمر حتى 13 من الشهر نفسه. ويشهد المهرجان تنافس 13 فيلماً هذا العام، وستمنح لجنة التحكيم جوائزها المعتادة في تسعة مجالات؛ هي أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وأفضل ممثّلة، وأفضل ممثّل، وأفضل سيناريو، وأفضل تصوير، وأفضل مونتاج، وأفضل موسيقى.

وبعد إغلاق المسارح في جميع المدن التركية منذ بداية الجائحة وما تسبّب به ذلك من ضرر لعدد كبير من المسرحيّين، أعلنت بلدية إسطنبول عن دعمها المسارح ضمن حملة كبيرة، باسم "لتُفتَح الستائر في إسطنبول". وقد أعدّت البلدية برنامجاً يتضمّن تقديم 230 مسرحية مجّاناً في مراكز ثقافية مختلفة في جميع أنحاء المدينة، بدءاً من يوم أمس الجمعة وحتى 22 آب/ أغسطس المقبل.

أطلقت بلدية إسطنبول حملة لدعم المسارح بعد أشهر من الإغلاق

وشهدت مدينة إسطنبول أيضاً، في الأوّل من هذا الشهر، انطلاق "مهرجان إسطنبول الدولي للأوبرا"، في نسخته الثانية عشرة، والذي تنظّمه "المديرية العامة للأوبرا والباليه" في "حديقة متاحف إسطنبول" الأثرية، وسوف يستمر حتى بعد غد السبت.

كما عاد "مسرح جميل توبوزلو" لاستقبال جماهيره في بداية هذا الشهر، ويُعَدّ هذا المسرح المفتوح، الذي يقع في منطقة حربية، من أبرز أماكن إقامة الحفلات الموسيقية في إسطنبول. ويقدم أبرز الموسيقيين الأتراك حفلاتهم على هذا المسرح خلال موسم الصيف، من بينهم: هالوك ليفنت، وهايكو جابكين، وكوراي أفجي.

ونظراً لإلغاء فعاليات "معرض إسطنبول الدولي للكتاب" بسبب الجائحة في العام الماضي، وتضرُّر دور النشر التركية، أطلقت بلدية بشيكتاش برنامج "أيام الأدب والكِتاب" في الخامس من تموز/ يوليو، من أجل دعم الناشرين. وتستمرّ الفعالية لمدة 13 يوماً في ساحة حي ليفنت، بمشاركة العديد من دور النشر. وتتضمّن أيضاً حفلات توقيع لبعض الكُتّاب والشعراء، الذين غابوا عن جمهورهم طوال فترة الإغلاق، حيث كانت تُقام أغلب النشاطات عبر تطبيق "زووم".

يُنتظَر تنظيم معرض إسطنبول للكتاب العربي الخريف المقبل

جدير بالذكر أن من أبرز الفعاليات التي أُقيمت في تركيا في الفترة الأخيرة، مشروع "عرض القدس الرقمي" الذي نظّمته دائرة الاتّصال في الرئاسة التركية، بمحطّة مرمراي في حي يني كابي. وقد بدأ المعرض في الرابع عشر من الشهر الماضي ويستمرّ حتى بعد غدٍ الإثنين، 12 تموز/ يوليو الجاري، ويستقبل جمهوره مجّاناً. يتناول المعرض تاريخ مدينة القدس في مراحل مختلفة، عبر فيلم بتقنية الهولوغرام ثلاثية الأبعاد، كما يتضمّن صوراً حديثة لدور العبادة في القدس، ويسلّط الضوء على مراحل احتلال فلسطين، وصولاً إلى محاولات الاحتلال الصهيوني الأخيرة لطرد سكّان حي الشيخ جراح من بيوتهم.

وأخيراً، فيما يخص الثقافة العربية في تركيا، فمن المنتظَر أن تُقام فعاليات "معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي" في دورته السادسة هذا العام، بين 9 و17 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، فيما لم يتمّ الإعلان عن أسماء دور النشر العربية والتركية المشاركة بعد.

آداب وفنون

التحديثات الحية

مثقّفون أتراك: فلسطين فوق كلّ اختلاف