"الدراسات الفلسطينية" (140): اكتناه لجدلية الأرض والإنسان

22 أكتوبر 2024
"مهما نأيت ستدنو"
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خصص عدد خريف 2023 من مجلة "الدراسات الفلسطينية" لتكريم الروائي إلياس خوري، وتضمن كلمة وداعية من طارق متري وغلافًا ببورتريه لخوري.
- يتناول العدد مواضيع تتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، منها دراسة لجمال زحالقة حول التغيرات في إسرائيل بعد حرب السابع من أكتوبر وملف "الأرض، الإنسان والمكان في الإبادة".
- يحتوي العدد على مقالات حول نضال سكان قضاء بئر السبع، العلاقات في سهول نابلس، أزمة الأونروا، وإسرائيل في غزة، بالإضافة إلى قراءات في كتب حول أنفاق غزة واتفاقيات أبراهام.

"تحية إلى إلياس خوري"، تحت هذا العنوان صدر حديثاً في بيروت عددُ خريف العام الجاري من فصلية "الدراسات الفلسطينية"، وهو الأول الذي لا يُوقّع افتتاحيته الروائي اللبناني إلياس خوري (1948 - 2024)، منذ استلامه رئاسة تحرير المجلّة عام 2010. لذا ارتأت هيئة تحرير المجلّة أن يكون تحية لصاحب "النكبة المستمرّة" (2023)، الروائي والناقد "البيروتي اللبناني الفلسطيني العربي"، فكتب رئيس مجلس أمناء "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، الباحث والوزير اللبناني السابق طارق متري، كلمة وداعية عنونها بـ"مهما نأيت ستدنو"، مُستعيراً لرثاء إلياس خوري كلمات محمود درويش، في حين حمل الغلاف بورتريهاً لخوري وقّعه التشكيلي السوري بطرس المعرّي.

ويصدر هذا العدد (140) في 223 صفحة، بظلّ توحش الهجمة الإسرائيلية الإبادية على غزّة ولبنان منذ السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي. وضمن هذا السياق يقرأ الباحث جمال زحالقة في ورقته "إسرائيل في ظل السابع من أكتوبر وحرب الإبادة على غزّة"، ملامح التغيير الجاري في إسرائيل بعد حرب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويشخّص حالات الأمن والسياسة والاقتصاد، راصداً المتغيّرات التي حدثت فيها بتأثير الحرب.

يستكمل ما جاءت به الأعداد الثلاثة السابقة حول السابع من أكتوبر

أمّا ملف العدد الأساسي فحمل عنوان "الأرض، الإنسان والمكان في الإبادة"، وتضمّن سبع دراسات عالجت كلّ منها هذه الجدلية بين حدودها الثلاثة، فكتب الباحث الفلسطيني عبد الله البياري عن "المكان الفلسطيني في زمن الإبادة: مقدمة في مجالية مقاومة الاستعمار والحرب والإبادة"، مناقشاً محمولات وممكنات المكان الفلسطيني في زمن الإبادة المتضمنة في شرط الاستعمار، ومتطرقاً إلى مجالية المقاومة. وتساءل الباحث: "كيف يُمكننا فهم العلاقة بين الإبادة في غزة والمسألة المكانية الفلسطينية ككل، بمعناها الأعم والأشمل، بما هي مسألة استعمارية استيطانية إحلالية؟ هل العلاقة بين الحالتين علاقة تراكمية تصاعدية، وصلت إليها الحال الآن... أم أنّ العلاقة دينامية ومتحرّكة ومتغيّرة من حيث الحجم والكثافة ومجالية الهيمنة بين الإبادة والمنظومة الاستعمارية؟".

"كيف نقرأ الحالة الاستعمارية/ المستعمرية 1948 و1967"، وفيها يقترح الباحث الفلسطيني أباهر السقّا إطاراً جديداً لكيفية قراءة الحالة الاستعمارية/ المُستعمرية في المستعمرتين الأولى والثانية، ويعالج أولاً مفهوم إبادة المعرفة، عبر عدم إنتاج الأبحاث باللغة العربية، قبل أن يتطرّق إلى التساؤلات عن استمرارية التعامل مع التكوينات والتشكيلات الاجتماعية والسياسية التي أفرزتها التصنيفات الاستعمارية. كما ينظر السقا في حرب الإبادة وأثرها على غياب الفعل الجمعي في المجتمع الفلسطيني.

بدوره، يقرأ الباحث منصور النصاصرة، في ورقته "قضاء بئر السبع والجنوب الفلسطيني: حكاية عقود من النضال والصمود"، أساليب نضال سكان تلك المنطقة الفلسطينية المحتلّة، والذين لا يزالون يناضلون ويصمدون في وجه المشاريع الاستيطانية. وتتطرق هذه الدراسة إلى محاور تاريخية ونضالية لعرب النقب وقضاء بئر السبع منذ سنة 1900، مروراً بالفترة العثمانية والبريطانية وفترة ما بعد النكبة ومخططات برافر لتهجير من بقي من أهل المنطقة. واعتمدت هذه الدراسة أيضاً على مواد أرشيفية من إسطنبول والقدس ولندن وأكسفورد، وعلى مقابلات شفوية في قضاء بئر السبع وبعض مخيمات اللاجئين السبعاويين في الأردن وفي بريطانيا.

من غزة -القسم الثقافي
يحاول الفتى أحمد أبو عيسى تعلّم عزف الكمان بيد اصطناعية بعدما بُترت الطبيعية جرّاء العدوان، 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 (Getty)

كذلك تقف ورقة الأكاديمي في "جامعة تشوكيو" بمدينة ناغويا اليابانية تايزو إمانو عند "استعمار فلسطين وجغرافيا وتاريخ عشائر البدو في قضاء بيسان"، ويناقش صاحبها مفهوم الاستعمار الاستيطاني وإشكاليته، مُضيئاً شريحة واحدة من سكان أصليين تعرّضوا للعنف الاستعماري في منطقتهم، وهُم بدو قضاء بيسان في شمال شرق فلسطين، لما يختزنه هذا القضاء من أهمّية جغرافية وتاريخية واستراتيجية. وتصف الدراسة طبيعة سكان أبرز العشائر البدوية، ودورهم السياسي خلال القرنَين السادس عشر والتاسع عشر في القضاء وفي الضفة الشرقية لنهر الأردن، ومقاومتهم للاستعمار البريطاني والصهيوني في القرن التالي، وكيف تم طردهم وترحيلهم وتهجيرهم.

"روايات من الفروش: العلاقات الاجتماعية والاقتصادية في سهول نابلس الشرقية بين نكبة ونكسة"، ورقة الباحثة الفلسطينية فيروز سالم، التي تحلّل فيها تحوّلات علاقات الفلسطينيين الاجتماعية والاقتصادية، وانعكاسها على شكل الحيز في السهول الشرقية لنابلس بين لحظتين تاريخيتين، هما: نكبة 1948، ونكسة 1967، وذلك من خلال دراسة حالة خربة فروش - بيت دَجَن، شرقي نابلس، والتي تحولت إلى قرية ناشئة بعد النكبة، استناداً إلى الروايات الشفوية لأهالي القرية. وتفحص الدراسة التحولات في العلاقات بين النخب والسلطة والفلاحين، وبين الفلاحين أنفسهم وحيزهم البيئي والاجتماعي، وديناميات التحول في هذه العلاقات ضمن حيز مستعمَر وتغلغل للعلاقات السوقية.

وينظر علي حبيب الله، في دراسته "عكا.. نموذج من تاريخ بعث العمارة الفلسطينية - الساحلية في التاريخ الحديث"، بحال المدينة الساحلية المحتلّة بوصفها، كما يكتب: "المدينة العربية الوحيدة، ويافا معها إلى حد ما، اللتين حافظتا على الوجه المعماري للمدينة العربية الساحلية على المتوسط في فلسطين ما بعد النكبة التي دُمِّرت خلالها معظم مدن وقرى ساحل البلد، وقُضي على البشر والحجر معاً". في حين يختم الكاتب سليم البيك الملف بمقال عنوانه "أنا ذلك الآخر لدى فلسطين"، مقدّماً مقاربة للنظر في/ إلى المكان الفلسطيني من خارجه، من خلال السرد المنفَوي.

وخارج قوس الملفّ تضمّن العدد في باب "مقالات" أربعة منها، هي: "أزمة الأونروا: تقليص التمويل أم تصفية قضية اللاجئين؟" لعزّام شعث، و"إسرائيل تؤسس لليوم التالي في غزة عبر إنتاج الفوضى" لسجود عوايص، و"النُّصُب التذكارية للشهداء الفلسطينيين أماكن ذاكرة لصيرورة التحرر" لمجد حثناوي، و"موقع وثبة مارس الغزّية في التاريخ" لعبد القادر ياسين.

وفي باب "دراسات"، احتوى العدد على اثنتين: "الطوفان: أنفاق غزة وطريق الباطن" للمى سليمان، و"اتفاقيات أبراهام والنموذج الجديد للتطبيع: قراءة تحليلية" لعبد العليم محمد. وتضمّنت أبواب المجلّة الأُخرى: "فلسطين في 3 أشهر: 3573 مجزرة في غزة والشهداء يلامسون 50 ألفاً" ليامن نوباني ("تقرير")، و"حماس: جدل الاحتواء والمقاومة.. قراءة في زمن الإبادة" لساري عرابي ("قراءة خاصة")، وقراءة في كتاب "خالد في حياتي" لريما نزال كتانة، أنجزها جهاد الرنتيسي، وأُخرى في كتاب "المدرسة من الداخل: سوسيولوجيا مدرسة مقهورة" لمشهور البطران، أنجزها ليث أبو صبيح.
 

المساهمون