بعد تأجيل من نيسان/ إبريل الماضي، ينطلق ملتقى السّرديات السابع في مدنين التونسية، تحت عنوات "السّرد والبحر" بين الثاني والثالث من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
جاء في بيان الملتقى "لعلّنا إذا استعرنا قول حنا مينة في عشقه البحر، ووسّعنا المدونة الأدبيّة عامّة والسّردية على وجه التخصيص فإننا لا نجانبُ الصواب إذا قلنا: كان البحر وما يزال مصدر إلهام عددٍ غير قليل من الأدباء والروائيين، بلّلت مياهه حروفَ شعرهم ونثرِهم حتّى إذا نادى القراء: يا بحر! هبّوا: نحن البحر، فيه ولدنا وفيه نرغبُ أن نموت".
يكمل القائمون على الملتقى في تقديمهم: "كان البحر فضاءً واسعا، واستعارة كبرى احتضنت تجربة الواقعِ وتجريبَ الخيالِ، في ثنايا خطابٍ ظلّ يتدفق مرّة في صمتٍ وأخرى هائجا، يغذّي مدوّنة الأدب وتمثّلاتِ قرائه بوجوه أخرى، شديدة التنوّع، من مغامرة الإنسانِ في حلّه وترحاله بين تضاريس الطبيعة صحراء وسهولا ومحيطاتٍ، وفي صعوده وهبوطه بين شعاب الثقافة حسّا وعواطفَ وخيالاتٍ".
يهتم المتلقى بالمدونة السرديّة التي كان فيها البحرُ موضوعًا مركزيّاً وفضاءً موجّهاً
لفت التقديم إلى روايات تناولت البحر أو دارت في بيئة تحدث فيها الأحداث في البحر، من قبيل "عمال البحر" لفيكتور هيجو، (1866) و"العجوز والبحر" لهيمنغواي (1952) و"بحار غريق" لغابرييل ماركيز (1970)، و"البحر ينشر ألواحه" لمحمد صالح الجابري(1971)، و"وليمة لأعشاب البحر" لحيدر حيدر (1983) و"البحر المحيط" لألساندرو باريكو (1993)، و"كاتدرائية البحر" لإلديفونسو فالكونس (2006) و"الشراع والعاصفة" لحنا مينة (2006) و"الجزيرة تحت البحر" لإيزابيل الليندي (2009) و"النجدي" لطالب الرفاعي (2017).
يضاف إلى هذه الأعمال سردياتٍ تراثية في أدب الرحلات وأخرى حديثة في أدب الأطفال. تكشفُ لنا كلّها عن تنوع وجوه سرد البحر وتعدّد دلالاتِها النفسية والأنثربولوجية والسياسية والفنّية، وعن ثراء رمزيتها وانفتاحها.
وبحسب القائمين عل الملتقى فإن ما يهم هو "المدونة السرديّة التي كان فيها البحرُ موضوعًا مركزيّا وفضاءً موجّها واستعارة جامعة، والتي لا شكّ أنّ صورة البحر فيها لم تكن واحدةً حكايةً وخطابًا، بقدر ما كانت وجوها تلتقي تحت وطأة المرجع ولكنها تفترق بفعل ذاتية الإنشاء وفرادة التصوير".
المحاور التي تناقشها جلسات الملتقى هي وجوه البحر ودلالاتها في المدونة السردية العربية والأجنبية القديمة، وجوه البحر ودلالاتها في المدونة السردية العربية والأجنبيّة الحديثة، البحر في سرديات الجغرافيين والمؤرّخين العرب، البحر في الأدب السردي الموجه للطفل.