الشمس.. فلسفة الضوء في تاريخ الفن

07 مارس 2023
"انطباع، شروق الشمس" لـ كلود مونيه، من المعرض
+ الخط -

في عام 1873، رسم الفنان الفرنسي كلود مونيه لوحته "انطباع، شروق الشمس" التي منحت الحركة الانطباعية اسمها في معرضها الأول الذي أقيم عقب سنتين في باريس، وشاركت فيه مجموعة من الفنانين الذين تتبعوّا القرص الأحمر في السماء الذي يشكّل مبعث الضوء في الواقع وفي اللوحة أيضاً.

أدرك العلماء منذ آلاف السنين أن هذا الضوء الذي تتباين درجة انعكاسه، بحسب موقع الأرض في دورانها حول الشمس، هو ما يجعل الأشياء مرئية للعين البشرية، واعتبره الفنانون مركز انتشار النور في تكوين اللوحة وتشكّل الظلال فيها، ما يولّد تأثيراته على شكل بقية العناصر ودرجة سطوعها.

حتى الحادي عشر من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل في متحف "باربيريني" بمدينة بوتسدام الألمانية معرض "الشمس: مصدر الضوء في الفن" الذي افتتح في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ حوالي مئة وثلاثين عملاً من المنحوتات واللوحات والمخطوطات والمطبوعات والكتب منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر.

(عمل لـ الفنان الإنكليزي وليام تيرنر، من المعرض)
(عمل لـ الفنان الإنكليزي وليام تيرنر، من المعرض)

يضيء المعرض تمثّلات الشمس في مستويات عدة، بوصفها إشارة أو تجسيداً للقوة الإلهية، ورمزاً للبطولة في الروايات الأسطورية، والعنصر الأبرز في السماء الذي يلعب دوراً حاسماً في تشكيل صور المناظر الطبيعية، وتكثيف اللون في تاريخ الرسم الحديث.

كما يتتبّع النصوص الدينية والفلسفية وتلك التي كانت مدار بحث مشترك بين علماء البصريات والفلك وبين الفنانين خلال آلاف السنين، مروراً بالقرن السابع عشر حيث اختار الملك لويس الرابع عشر تسميته بـ"ملك الشمس" في إحالة لإله السلام والفنون "أبولو" عند الإغريق، الذي يمنح الحياة لكل شيء، ثم تجارب الانطباعيين في التحليل النيوتوني لأطياف الضوء، وصولاً إلى فناني القرن العشرين الذين دمجوا مجموعة واسعة من الأنماط التجريدية والسريالية والتكعيبية للتمثيل الشمسي في أعمالهم.

يشتمل المعرض على أعمالٍ لفنانين مثل الألمانيِّين آلبرخت دورر (1471 - 1528)، وبيتر بول روبنز (1577 - 1640)، وآدم إليشمير (1578 - 1610)، وكاسبر ديفيد فريدريش (1774 - 1840)، وأوتو ديكس (1891 – 1969)، وماكس إرنست (1891 - 1976)، و كاثرينا سيفيردينغ (1944)، والإنكليزي وليام تيرنر (1775 -1851)، والنرويجي إدوارد مونش (1863 - 1944)، والفرنسيين كلود مونيه (1840 - 1926)، وأوديلون ريدون (1840 - 1916)، وسونيا ديلوناي (1885 - 1979)، والإسباني خوان ميرو (1893 - 1983)، والدانمركي الآيسلندي أولافور إلياسون (1967)، وآخرين.

المساهمون