استمع إلى الملخص
- شددت رحال على ضرورة توثيق شهادات مجاهدي الثورة التحريرية وشهود العنف الاستعماري، مشيرة إلى استخدام الاختفاء القسري كأداة خلال معركة الجزائر.
- أكد قيطوني على أهمية كتابة قصص فردية عن الجرائم ضد المدنيين، مثل ترحيل الأطفال والاغتصاب، ضمن فعاليات المعرض الذي يستمر حتى 16 نوفمبر.
ضمن فعاليات "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، المُقام حالياً في "قصر المَعارض" بالجزائر العاصمة، عُقدت أمس الجمعة ندوةٌ تحت عنوان "المؤرّخون والكشف عن الجرائم الاستعمارية"، بمشاركة المؤرّخَين الجزائريَّين مليكة رحّال وحسني قيطوني، واللذين تحدّثا عن أهمّية جمع الشهادات من الذين عايشوا المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي من أجل الإسهام في كتابة تاريخ تلك الفترة.
وقالت مليكة رحال، المتخصّصة في تاريخ الجزائر، إنّ شهادات مجاهدي الثورة التحريرية (1954 - 1962) وأقاربهم وشهود آخرين حول العنف والجرائم الاستعمارية تُشكّل مادّة لكتابة تاريخ الجزائر، مضيفةً أنّ الروايات التي يُقدّمها شهود وضحايا الجرائم الاستعمارية تُمثّل أدلّة تاريخية لا يمكن إنكارها، تكشف، مثلاً، كيف جرى استخدام الاختفاء القسري، خصوصاً خلال معركة الجزائر (1956 - 1957)، كأداة بيد السلطات الاستعمارية الفرنسية.
وتحدّثت رحّال عن "الضرورة المُلحّة" لجمع الشهادات حول الجرائم التي ارتُكبت خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، قائلةً "إنّنا لا نملك بيانات إحصائية كافية عن جميع هذه الجرائم الاستعمارية وأشكال العنف، بما في ذلك التعذيب والترحيل والاختطاف".
من جهته، قال المؤرّخ حسني قيطوني إنّ من الضروري كتابة قصص فردية متعدّدة حول الجرائم المرتكبة ضدّ المدنيّين، وخصوصاً عمليات ترحيل الأطفال، مضيفاً أنّ الجيش الاستعماري لم يرتكب فقط مجازر ضدّ المدنيّين والمناضلين من أجل القضية الوطنية، بل ارتكب أيضاً أنواعاً أُخرى من أعمال العنف، بما فيها الاغتصاب والترحيل ونقل الأطفال إلى الخارج وسلب الممتلكات.
يُذكَر أنّ الدورة السابعة والعشرين من "معرض الجزائر الدولي للكتاب" تستمرّ حتى السادس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري تحت شعار "نقرأ لننتصر"، وتُخصّص عدداً من الندوات لمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، ضمن برنامج ثقافي يشمل ستّة محاور هي: التاريخ والذاكرة، وفلسطين، وقطر، وأفريقيا، والآداب، والتراث الثقافي الجزائري.