منذ تأسيسها عام 2012، سعت "أزبكية عمّان – مكتبة خزانة الكتب" في العاصمة الأردنية إلى توزيع الإصدارات الجديدة والمُستعملة بهامش ربح قليل نسبياً، وتوفير فضاء ودعم مبادرات القراءة في الأطراف عبر تقديم كتبٍ بأسعار رمزية أو بالمجان من أجل تأسيس مكتبات في المخيمات ومراكز الأيتام والجمعيات الاهلية.
جائحة كورونا وتداعياتها السلبية على الأوضاع المعيشية للناس انعكست سلباً على سوق الكتاب الأردني، وتسبّبت بإغلاق عدد من دور النشر والمكتبات كما تهدّدت بإغلاق مؤسسات أخرى منها الأزبكية، التي التي تعرّصت إلى أزمة مالية كادت أن تودي لإغلاقها، في حزيران/ يونيو الماضي، ما دفع ناشطون أردنيون لإطلاق حملة لدعمها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
في محاولة لاستعادة حضورها، افتتحت المكتبة صباح الرابع والعشرين من الشهر الماضي النسخة الأولى من "المعرض العلمي الأكاديمي" التي تتواصل فعالياته حتى مساء التاسع من الشهر الجاري، بمشاركة آلاف العناوين المتخصّصة باللغتين العربية والإنكليزية.
يشير مالك الأزبكية ومؤسّسها حسين ياسين في حديثه إلى "العربي الجديد" إلى أنَّ المعرض موجّه بشكل أساسي إلى طلبة الجامعات وقبيل بدء الفصل الدراسي الأول، وتمّ التواصل مع عدد من النقابات المهنية وكليات الطبّ في الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة لتنظيم زيارات للطلاب.
ويبيّن أن هناك إقبالاً جيداً على العناوين المعروضة من قبل الأفراد والأساتذة في بعض الجامعات والمدارس، خاصة مع توفّر خصومات كبيرة تصل إلى نصف السعر وأكثر، كما أن بعض الإصدارات يتمّ تدريسها ضمن المناهج الجامعية.
ويلفت ياسين إلى أن فكرة إقامة المعرض أتت بعد تمكّن الأزبكية، خلال الشهر الماضي، من شراء مقتنيات إحدى المكتبات الكبرى المتخصّصة في الكتاب الأكاديمي بعد إغلاقها على إثر رحيل مالكها، والتي تضمّ أكثر من عشرة آلاف عنوان في الطب والهندسية والزراعة والصحة والرياضة وعلمي النفس والاجتماع والاقتصاد والإدارة والتسويق والمحاسبة وتكنولوجيا المعلومات والبيئة والعلوم البحتة، بالإضافة إلى كتب تعليم اللغات والقواميس والمعاجم.
ويرى أن الحدث يشكّل فرصة لتقديم الكتاب الأكاديمي في تخصصات متنوعة صدرت خلال السنوات الخمس الماضية بسعر مخفَّض، بالنظر إلى توزيعه في مكتبات محدودة، ما يعني ارتفاع أثمانه، موضحاً أنّ هناك صعوبات كبيرة تعترض التوسّع في هذا المجال الذي يحتاج إلى ميزانيات ضخمة.
من جهة أخرى، ينبّه ياسين إلى أنَّ سوق الكتاب المستعمل والجديد هو في توسّع دائم حتى في وقت الأزمات، لكن ما تحتاجه المكتبات ودور النشر هو توفير مساحات لعرض كتبها داخل الجامعات والمؤسسات الحكومية وأمانة عمّان بدون رسوم وأجور، بينما على أرض الواقع ترفض العديد من الجامعات استضافة معارض كتب، وتفرض جامعات أخرى أجوراً على دور النشر المشاركة، ما يزيد كلفة الكتاب بدلاً من تخفيضها.
ويختم بالقول إن كلّ الوعود الرسمية التي تلقّاها بدعم الأزبكية خلال الأشهر الماضية لم تتحقق جميعها، وإن الرهان لا يزال حتى اللحظة قائماً على القارئ وحده.