في عام 2017، أعلن الممثل التونسي إكرام عزوز إطلاق "المهرجان الدولي للمونودراما" في قرطاج، على أن تتوزّع فعالياته بين العاصمة التونسية ومدن الكاف وقفصة والقيروان وصفاقس ومدنين، وحافظ على انعقاده خلافاً لتظاهرات تونسية أخرى تخصّصت في مسرح الممثل الواحد ولم يُكتب لها الاستمرار.
المهرجان يقام بالتوازي مع مسابقة للمونولوغ الشبابي وملتقى لمسرح الشارع، في محاولة لتثبيت هذا اللون المسرحي في فضاء متعدد وزخم في الفعاليات، بالإضافة إلى التنويع من خلال تقديم عروض الحكواتي ومسرح الأطفال والورش التدريبية وحفلات توقيع الإصدارات الجديدة.
تنطلق، عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء، الدورة الخامسة من المهرجان في "المسرح البلدي" بتونس العاصمة تحت شعار "ربيع المونودراما"، وتتواصل لأربعة أيام، بمشاركة عشرين دولة، سواء من خلال العروض المسرحية أو أعضاء لجان التحكيم أو الندوات الفكرية أو الضيوف.
تحلّ الجزائر ضيف شرف الدورة الحالية، حيث تعرض في الختام مسرحية "كاين وكاين" للفنان الجزائري العمري كعوان، كما يقدّم مواطنه عمر قطموش عرض "صح لارتيست" الذي يروي قصة عازف آلة كمان بحاجة إلى اقتناء وتر لآلته الموسيقية، إلا أن كل الدكاكين المختصة في بيع الآلات الموسيقية التي يعرفها تتحول إلى محال لـ"الإطعام السريع" في مجتمع مستهلك لا يهمه سوى الربح السريع، وفي بيئة شاردة من الإبداع الفني؛ حيث يستحيل إيجاد وتر للكمان، فيقرر العازف مغادرة البلد.
أما عرض الافتتاح، فسيكون بمسرحية "قلب المدينة"، من تأليف وإخراج المسرحي العراقي حسين علي هارف وتمثيل الفنانة السورية إيمان عمر، والتي تجمع الأداء ومسرح العرائس، حيث تتعرض الدمية الجامدة إلى صعقة عن طريق الرعد فتدب فيها الحياة من دون سبب، وتبدأ في البوح بما يدور في داخلها، وتنطق بلسان البشر فتبوح بأوجاعهم ومعاناتهم ومشكلاتهم.
كما تُعرض مسرحيات "السلطة الرابعة" للمخرج عبد القادر بن سعيد من تونس"، و"فاتي أريان" للمخرج مولاي الحسن الإدريسي من المغرب، و"اليوم الأخير ربما" للمخرج محمد فروخ من الإمارات، و"هي وهن" للمخرج مشهور مصطفى من لبنان، وغيرها.
وتقام ورشة التمثيل التي يديرها المخرج البلجيكي ألان دوفال، كما يقدّم المسرحي العراقي منير راضي ورشة الكتابة المونودرامية، بالإضافة إلى تنظيم المسابقة الثالثة للمونولوغ الشبابي التي تحمل اسم الباحث المسرحي التونسي منصف شرف الدين (1928 – 2022).