"بورسعيد للكتاب".. حال المعارض المحلّية
غالباً ما تُركّز وزارات الثقافة في العالَم العربي جهودها على معارض الكتاب الكبرى، ذات الطابع الدولي، والتي تنعقد في المراكز والعواصم الكُبرى، الأمر الذي يعزل المحلّي منها، ويجعل حركة الانتشار الأفقي للكتاب أكثر صعوبة. والحال في مصر، ليست بعيدة عن هذا التوصيف، حيث تستحوذ المواعيد الدولية على الاهتمام الأكبر، في حين تُعاني فعاليات المدن الطرفية من نقص في التنظيم والتجهيز.
حتى الأول من آب/ أغسطس المُقبل، تتواصل فعاليات الدورة السادسة من "معرض بورسعيد للكتاب"، والتي افتُتحت في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة ما يقرب من 60 ناشراً مصرياً، من بينهم دُور نَشر خاصة، ومؤسسات صحافية، وقطاعات ثقافية عامة.
وكشأن معارض الكتاب الأُخرى، أول ما يُمكن التساؤل عنه: هو القدرة الشرائية لدى الزوّار، وإذا ما كانت مُتلائمة مع ما هو متاح من كتب أم لا؟ فالمعارض الكبرى التي عُقدت هذا العام سواء في القاهرة أو في الإسكندرية (آخرها "معرض مكتبة الإسكندرية")، تخلّلها الكثير من النقد والتنبيه إلى ظاهرة الغلاء الفاحش في أسعار الكتب، وإنْ كان البعض حاول أن يجد لها مُبرِّرات بأنها ظاهرة مرتبطة بارتفاع سعر الورق عالمياً.
من جهتهم أعلن منظّمو "بورسعيد للكتاب"، عن مُبادرة بعنوان "الثقافة والفن للجميع"، تبدو كنوع من البحث عن حلول لظاهرة غلاء الكتب، حيث تضمّ مطبوعات متنوعة من إصدارات "الهيئة العامة للكتاب"، وتبدأ أسعارها من جنيه واحد وصولاً إلى 20 جنيه.
ولكن يبقى السؤال: لماذا تقتصر المبادرة فقط على منشورات جهة حكومية كالهيئة العامة؟ وهل تُلبّي هذه الكتب بنوعيّتها ما يطمح إليه القُرّاء حقّاً؟ خاصة أنّ جهاتٍ رسمية كانت قد صرّحت أنّ هذا المعرض، إلى جانب معارض أُخرى تُقام في المدن الطرفية، شكلٌ من أشكال "العدالة الثقافية"، فهل تشمل هذه العدالة الكمية والنوعية على حدٍّ سواء؟
هذا وقد شهدت الأيام السابقة للمعرض، مجموعة لقاءات وندوات موازية حول الشعر والتراث ومسرح العرائس والأنشطة الموجّهة للأطفال، إلّا أنّ الطابع المحلّي فيها ظلّ هو الغالب، إنْ كان على مستوى الضيوف أو حتى المواضيع.
يُشار إلى أنّ التظاهرة تستمرّ حتى الثلاثاء المُقبل، في حين تُقام، أمسية اليوم السبت، ورشة تلوين للأطفال بعنوان "كيف تصنع سمكة؟"، تليها ندوة عن مفهوم الهجرة في القرآن، على أن تَختتم ندوة "البحر في الإبداع البورسعيدي"، عند الثامنة من مساء غدٍ الأحد، برنامج اللقاءات الفكرية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
