توماس سواريز.. الصهيونية كنشاط إرهابي وأيديولوجيا عنصرية

17 نوفمبر 2023
جانب من جدار الفصل العنصري الصهيوني، 2017 (Getty)
+ الخط -

كيف استخدمت الميليشيات الصهيونية الإرهاب لتحويل أرض الشعب الفلسطيني التاريخية إلى مشروع استيطاني عنصري؟ قد تكون أغلب مؤلّفات الباحث والموسيقي الأميركي توماس سواريز تنصبُّ على هذه الفكرة، أو تجيب بطريقة ما عن هذا السؤال، لكنّه في كتابه الصادر حديثاً عن "أوليف برانش برس"، تحت عنوان "اختطاف فلسطين: كيف أقامت الصهيونية دولة فصل عنصري من النهر إلى البحر"، يُفصّل الإجابة بشكل أعمق، مُستكملاً مشروعه في إبراز الحيثيات التاريخية وانعكاسها على الوضع الراهن.

يُتابع سواريز في كتابه هذا ما بدأه في عمله السابق "دولة الإرهاب: كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب؟" (2016)، حيث يحفر عميقاً تحت مفاهيم "الصراع" (وبالأخص ما هو رائج في الغرب عن أن الاحتلال هو مجرّد "صراع عِرقي")، وكذلك السرديات المُؤسِّسة للأسطورة الصهيونية المُتخيَّلة، ليكشف شيئاً مختلفاً تماماً: الاستيلاء العنيف على فلسطين من قبل حركة استيطانية عنصرية قومية أوروبية، والتأسيس الإرهابي لتأكيد المُطالبة، بالقوّة، على الأرض المُستولى عليها، دون أي أساس قانوني أو أخلاقي.

يتألّف الكتاب من مُقدّمة وتسعة فصول، وهي: "الصهيونية والخلاصية والتسويق"، و"بِجَرَّة قلم"، و"تجنّب الحرب: فلسطين تُقاتل نفسها، و"الفاشية: المحور في سقوط والصهيونية في صعود"، و"خاضع لنداء واحد"، و"عملية احتيال: التقسيم"، و"الدولة: نقطة الارتكاز الأرخميدية"، و"الإفلات من العقاب بلا حدود"، و"حاشية: ماذا الآن؟".

اختطاف فلسطين - القسم الثقافي

بالاعتماد على نطاق واسع من الوثائق والمصادر الأصلية، والتي تمَّ الكشف عن العديد منها لأوّل مرّة، ينسج سواريز تقارير المخابرات السرّية والمُراسلات العسكرية والدبلوماسية التي تم رفع السرّية عنها حديثاً، وسجلّات العصابات الصهيونية الإرهابية الخاصة، ليضع القارئ أمام رواية مروّعة حيث لم تشمل  فيها عمليات القتل الفلسطينيين فحسب، بل أي يهودي اعتبرته الصهيونية مُعادٍ لأجنداتها.

بناءً على هذا يُثبت سواريز أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضدّ الشعب الفلسطيني، واستمرار مصادرة بلادهم ليس نتيجة لظروف تاريخية مُعقّدة، بل هو الهدف الوحيد المقصود للصهيونية منذ بدايتها.

توماس سواريز هو عازف كمان ومُلحّن وباحث في التاريخ، من مواليد نيويورك ويُقيم في لندن. حظيت أعماله حول القضية الفلسطينية بإشادة مؤرّخين ومفكّرين عديدين أمثال نعوم تشومسكي وإيلان بابيه. من مؤلّفاته: "فلسطين بعد ستين عاماً" (2010)، و"كتابات على الجدار: التاريخ الفلسطيني الشفوي" (2019)، و"رسم الخرائط المُبكّرة لجنوب شرق آسيا" (1999).

المساهمون