- لورد حبش ناقشت تأثير عملية السابع من أكتوبر على قوة الردع الصهيونية، الانكفاء العربي بعد التطبيع، وضرورة تغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية.
- عمر ضاحي تحدث عن الدور الاستراتيجي لإسرائيل في الاستراتيجية العسكرية الأميركية، تأثير اتفاقيات أبراهام، وأثر العدوان على غزة في إبراز مسائل مثل الصراعات الاقتصادية واقتصاديات الحرب.
ضمن سلسلة ندوات يُنظّمها "المجلس العربي للعلوم الاجتماعية" في بيروت حول القضيّة الفلسطينية، عُقدت مساء الثلاثاء الماضي جلسةٌ بعنوان "النظام العالمي من منظور فلسطين"، شارك فيها كلٌّ من أستاذ علم الاقتصاد في "كلّية هامشير" الأميركية عمر ضاحي، وأستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في "جامعة بيرزيت" الفلسطينية لورد حبش، وأدارتها الباحثة ستناي شامي، وبُثّت عبر منصّة "زووم".
عُدوان بِنيّة المحو
حالة الانكفاء العربي مهَّد لها التطبيع ولم تُغيّرها الإبادة
ومن ناحية التأثير على سياسات النظام العالمي، ذهبت حبش إلى أنّ "حركة حماس"، بوصفها حركة مقاومة وطنية، "استطاعت استعادة مركزية القضيّة الفلسطينية وتغيير استراتيجيات إقليمية، فمن جهة رأينا إيران تشتبك لأوّل مرّة مع الكيان في 'ليلة المُسيَّرات'، كذلك أميركا انقلبت استراتيجيّتُها على المستويين الداخلي والخارجي. لكنّ اللّافت أنّ الصراع على المستوى العربي بات منحصراً بالشعب الفلسطيني في ظلّ انكفاء عربي خطير مهَّد له التطبيع ولم تُغيّره الإبادة".
كما وقفت حبش عند مسألة "تناقُض المعايير الغربية، حيث لا يعترف الرجُل الأبيض بحقوق الإنسان خارج دائرته المركزية، حتى قرارات 'المحكمة الدولية' تُدلّل على ازدواجية عميقة، إذ لم يكُن الحال كذلك حين الاجتياح الروسي لأوكرانيا. نحن أمام حالة من سقوط الأقنعة لكُلِّ مقولات التقدُّم وحقوق الإنسان". لكنّ هذا يستدعي، وفقاً للمتحدِّثة، "عملاً وجهداً أكثر من دول الجنوب من أجل انتهاز فرصة تغيير الرأي العام العالمي عبر التحرُّكات الطلّابية".
خريطة تحالُفات جديدة
تحوّلت الذاكرة الجماعية في خطاب دول الجنوب إلى دافع سياسي قوي
وتابع: "تنبَّهت قوى النظام العالمي الكُبرى، بلا استثناء، لخطر دول الجنوب عليها، ومن هُنا باتت تُحاول نَسْج علاقات تُفضي إلى خريطة تحالُفات جديدة، خاصة أنّ دول الجنوب تستجلب في خطابها ذكرى الاستعمار، والذاكرة الجماعية التي تحوّلت إلى دافع سياسي قوي، وإن كانت هذه الدول تُعاني من تحدّيات داخلية عرقية وجهوية".
وأشار الباحث في مداخلته إلى مسائل عدّة أعاد العُدوان على غزّة تَظهيرها على السطّح، مثل: انعكاس الصراعات الاقتصادية على دول الجنوب، واقتصاديّات الحرب بما تشمله من أمنَنة وعسكرة، وختم: "اتفاقيّات أبراهام التطبيعيّة عزّزت هذه العقيدة المُهدِّدة للأمن الإنساني، و'إسرائيل' تحاول اللّعب على تعدُّد الأقطاب، ومن هُنا بدأت تُشبِّك مع دولة مثل الهند لتقطع الطريق على حركة الشعوب".