"جمعية الثقافة العربية" تحتفل بعيدها الخامس والعشرين: "نُربّي الأمل"

18 يوليو 2023
جانب من الحضور في الأمسية
+ الخط -

استقطبت الاحتفالية التي عقدتها "جمعية الثقافة العربيّة" في مدينة حيفا المحتلّة، قبل أيام، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، جمهوراً عريضاً من شتى مناطق 1948.

وحملت الاحتفالية والاستعدادات لها شعار "نُربّي الأمل"، الذي دأبت الجمعية على الاهتداء به في كلّ نشاطاتها ولا سيما في فترة الأعوام الأخيرة التي بذلت فيها سياسة الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الجهود لتفتيت المجتمع الفلسطيني في مناطق 1948، ولصرفه عن الاهتمام بمعركته القومية والوطنية وهمومه الجماعيّة.

وشملت الأمسية عدداً من الكلمات، وعرضاً لفيلم وثائقي قصير يلخّص تاريخ الجمعية على مدار 25 عاماً، والدور اللافت الذي أدّته، ولا سيما خلال الفترة التي أدارتها فيها الراحلة الدكتورة روضة بشارة عطا الله، سواء من خلال ورشات التدريب على الكتابة الأدبيّة والصحافيّة، أو برامج ومشاريع الحفاظ على التراث واللغة وتدعيم الهوية، والندوات الأدبية، والنشاطات الثقافيّة، ومعارض الكتب، والجولات إلى القرى المُهجَّرة، ونشاطات التواصُل مع العالَم العربي ومع المجتمع الدولي، فضلاً عن  توزيع أكثر من 1100 منحة دراسية لطلّاب الجامعات من فلسطينيّي مناطق 1948، والذين شارك جزءٌ كبير منهم كخرّيجين لهذه المنحة في الاحتفالية. 

شلحت: كتابات عزمي بشارة الفكرية أُولى دعامات حماية قضيتنا الوطنية

كما شملت الاحتفاليّة عرضاً موسيقياً وغنائيّاً حمل عنوان "نوتة في بحر"، أعدّه وقدَّمه الموسيقي حبيب شحادة حنّا، مع فرقة موسيقية شملت نخبة من الفنّانين والفنّانات، ومع المطربين شادي دكور، رنا إدريس، رنا خوري، وميرا عازر، و"جوقة الجليل"، وفرقة "دوبان" المَقدِسيّة للرقص.

جمعية الثقافة 2 - القسم الثقافي
شملت الاحتفاليّة عرضاً موسيقياً وغنائيّاً حمل عنوان "نوتة في بحر"

وتولّت عِرافة الحفل مريم فرح، مُركزة المشاريع في "جمعية الثقافة العربية". وتكلّم فيه كلٌّ من الكاتب أنطوان شلحت، رئيس الهيئة الإدارية للجمعية، ومصطفى ريناوي، المدير العام للجمعية، ولبنى توما، مُركزة صندوق المنح الخاص الذي تعكف الجمعية على تأسيسه ويحمل اسم "سِماك".

وأُعلن في الاحتفالية أنّ الجمعية على وشك تحقيق إنجازَين كبيرَين خلال الفترة القصيرة المُقبلة: الأول، إنشاء صندوق "سِماك" الذي من شأنه أن يُكرّس منحة الجمعية على اسم روضة بشارة عطا الله، والتي لا تنحصر في الجانب الاقتصادي على أهميته. والإنجاز الثاني ترميم "المركز الثقافي العربي" والذي سيكون بمثابة حاضنة ثقافية للمجتمع الفلسطيني في مناطق 1948، والذي لا تنفكّ الثقافة تُعدُّ إحدى دعاماته الاستراتيجية للحفاظ على هويته القومية والوطنية، وعلى انتمائه الحضاري، وقِيمه الكونية.

من الدوافع الباعثة على تأسيس الجمعية أواخر التسعينيات: مقاومة الأسرلة

وأُشير في الاحتفالية إلى أن هذا المركز الثقافيّ سيتيحُ، فور انتهاء ترميمه، إمكان الاستجابة أكثر فأكثر لرؤية الجمعية التي تعتبر منذ تأسيسها وطوال سنوات نشاطها المُتشعّب الثقافة عنصراً جوهريّاً من عناصر التنمية، وترمي إلى تحويل الثقافة إلى طريقة حياة، وإعداد أجيال من المثقّفين القادرين على تحقيق طموحات تلك الرؤية.

ومما جاء في كلمة رئيس الهيئة الإدارية أنطوان شلحت: "لم تولد 'جمعية الثقافة العربية' من الحائط، ولا من إصبع جوبيتر، بل في ظروف مُحدّدة، وسياق تاريخي شديد الخصوصية، وهذا يستلزم منّا أن نستعيد الماضي في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين الفائت، حين هجست مجموعة من المثقّفين كان على رأسها المفكّر والقائد السياسي الوطنيّ عزمي بشارة بأفضل السُّبل لمقاومة الأسرلة، في منعطف باتت فيه خطراً داهماً أكثر من أي وقت مضى، سواء من طرف إسرائيل، أو من جانب قيادات فلسطينية، تحت وطأة المسار الذي أفضى إلى اتفاق أوسلو. ولا أبالغ حين أقول إنه عندما سيكتب التاريخ إجماله لتلك الفترة المفصلية سوف يسجّل أن هذا التأسيس، إلى جانب ما ساهم فيه بشارة آنذاك من كتابات فكرية حملت سِمَتي التشخيص الدقيق والاستشراف البعيد المدى، كانا بمثابة أُولى علائم التحذير من مغبّة هذا المسار، وأولى دعامات حماية قضيتنا الوطنية عموماً، والحفاظ على هويّتنا الفلسطينية هنا من التشويه الذي كاد أن يتحوّل إلى صيرورة قسرية".

يُشار إلى أنه تم رصد ريع الحفل لدعم برنامج المنح الدراسيّة الخاص بالجمعيّة من خلال صندوق "سِماك" الذي يهدف إلى توفير أكبر عددٍ ممكنٍ من المنح الدراسيّة للطّلبة الفلسطينيين في مناطق 1948.
 

المساهمون