حسني أبو بكر.. صخب في الحيّ الشعبي

04 أكتوبر 2022
من المعرض
+ الخط -

قدّم الفنان التشكيلي المصري حسني أبو بكر (1973) أولى معارضه في التسعينيات، وتضمّن لوحات لشخصيات بلا ملامح واضحة، في تركيز أساسي على المناخات التي تعيشها وحالاتها النفسية، كما ظهرت أشكال حيوانية في لوحاته الأولى بأشكال زخرفية غالباً.

انتقل بعد ذلك إلى تصوير الحيّ الشعبي على غرار فنّانين مصريين آخرين، حيث نلمس تأثيراً واضحاً لجورج بهجوري، خاصّة في تصويره الأجواء الاحتفالية في تجمّعات الناس وحركتهم الدؤوبة في المكان، إلّا أنه يفترق عنه في ابتعاده عن السخرية أو المبالغة التي يلجأ إليها بهجوري في أحيان كثيرة.

حتى مساء الثامن من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري ديمي للفنون" بالقاهرة معرضُ أبو بكر الذي يحمل عنوان "أكشن"، والذي افتُتح في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ويتضمّن 35 لوحة بأحجام مختلفة، تمثّل امتداداً لمعارضه السابقة.

من المعرض
من المعرض

تُبرز اللوحات المعروضة الصخب والمرح والحيوية، وتجمهرات الناس في الصيف، والباعة المتجوّلبن على عرباتهم، ويتحلّق حولهم المشترون، إلى جانب أطفال يلعبون، وأصحاب يتحدّثون، ورجال بجلسون في مقهى، وأشخاص على درّاجات هوائية، أو في حالة حركة مستمرّة.

يشكّل المقهى موضوعاً أساسياً لأبو بكر الذي ينقل لنا تلك التجمّعات التي انحسرت قياساً بفترات سابقة، محتفياً بالجالسين وبوجودهم معاً وقربهم، لتكون لوحاته ضدّ التباعد الاجتماعي الراهن، أو حنيناً للالتئام مع اليومي والعادي بلا تخوّف أو كمامات.

ويشير الفنان في تقديمه المعرض إلى رصده قصصاً درامية ضمن مواقف أو علاقات إنسانية مرّ بها في حياته أو شاهدها وشاهد أبطالها، موضحاً أنه "مع هجمة التكنولوجيا ووسائل التواصل الشرسة التي تعصف بروحها وطابعها المتفرّد، كان لزاماً عليّ كفنان أن أوثّق الكثير من أشكال الحياة في مصر خوفاً عليها من الانقراض والاندثار، لتبقى لنا وللأجيال القادمة ذكريات جميلة وأرشيف بصري يرشدها إلى هويتها المصرية الأصيلة وسط أمواج التغيير المتلاحقة".

يصوّر أبو بكر مظاهر متعدّدة للحارة الشعبية من احتفالات شخصية كالأفراح، أو دينية كالموالد، أو الأسواق، إلى مظاهر وطرق الأكل والشرب وممارسات الحياة اليومية والأعمال المختلفة التي بدأت ملامحها في التغيّر مؤخّراً.
 

المساهمون