يعود تاريخ البحرية الجزائرية إلى 1518، السنة التي استعان فيها الجزائريون بالعثمانيّين لدحر الغزاة الإسبان من موانئ وهران وبجاية. انضمّت الجزائر بعد ذلك إلى الدولة العثمانية، وشكّلت أسطولاً بحرياً ضخماً ضمّ جنسياتٍ متعدّدة، وبسط سيطرته على غرب البحر الأبيض المتوسّط طيلة ثلاثة قرون.
"الجوانب التصويرية للدفاعات الجزائرية من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر" عنوان معرضٍ افتراضي ينظّمه "قصر ريّاس البحر" عبر قناة وزارة الثقافة الجزائرية في يوتيوب، حالياً، ويضمُّ أعمالاً فنية بالأبيض والأسود والألوان تناولت شخصياتٍ وأحداثاً تعود إلى تلك الفترة.
تُجسّد اللوحات والتخطيطات المعروضة، التي استعيرت من "المتحف الوطني للفنون الجميلة"، قلاعاً وأبراجاً وتحصينات عسكرية في مدنٍ ساحلية كان لها دورٌ بارزُ خلال الفترة العثمانية؛ مثل مدينة الجزائر ووهران ومستغانم وجيجل والقالة.
كما تُصوّر اللوحات بعض الأحداث الحربية التي شهدتها الجزائر خلال تلك الفترة؛ مثل قصف الأسطول الفرنسي لمدينة الجزائر بالقذائف عام 1683، وقصفها من قبل الأسطول البريطاني بين 1816 و1824؛ حيث كانت قوّة المدينة وثرائها سبباً في إثارة أطماع القوى الغربية.
وتُظهر أعمالٌ أُخرى مشاهد لحصار المدينة والاستيلاء عليها من طرف الفرنسيّين عام 1830، واستيلاءهم على مدينة قسنطينة، شرق البلاد، عام 1937، إلى جانب صُوَر لجيش باي قسنطينة.
تحضر في المعرض أيضاً رسوماتٌ تعطي فكرةً مقرّبة عن أزياء الشخصيات الحربية خلال الفترة العثمانية؛ مثل أميرالات البحرية والإنكشاريين، إلى جانب الأشخاص الناس العاديين.
وتُجسّد لوحاتٌ أُخرى مظاهر الاحتفاليات التي كانت تُقام ابتهاجاً بعودة ريّاس البحر من حملاتهم وحروبهم ضد الأوروبيين، ورسوماتٍ للداي حسين آخر دايات الجزائر، وأحمد باي آخر بايات قسنطينة.
ويُخصّص المعرضُ جانباً للأسلحة المستخدمة؛ مثل المدفعيات والقنابل والقذائف والسيوف والبنادق، إضافةً إلى مخطّطات لبواخر حربية جزائرية.