تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى ميلاد الباحث والمترجم المصري أحمد فؤاد الأهواني (1908 – 1970).
في بداية العام الجاري، أعلنت "دار آفاق" المصرية عن مشروع إصدار مجموعة من مؤلفات وترجمات أحمد فؤاد الأهواني، مثل: "أسرار النفس"، و"الخوف"، و"الحب والكراهية"، و"المدارس الفلسفية"، و"العلم والدين في الفلسفة المعاصرة"، و"النوم والأرق"، و"البحث عن اليقين".
كانت الدار بهذه الخطوة تنفض الغبار عن باحث ومترجم أضاف الكثير للمكتبة العربية، حيث حاول أن يطرح أبرز قضايا ومباحث الفكر المعاصر في لغة عربية جديدة، كما كان يحبّ التعليق على أعمدة الصحف على كل ما يقرأ من الكتب، وهو ما جرّ عليه الكثير من الانتقادات والسجالات.
رغم كل ذلك، بقي الأهواني مغمورا في الحياة الثقافية العربية إلى حد كبير. حدث ذلك وهو الذي مرّت من أمامه أجيال متلاحقة من الطلبة درسوا على يديه مقرّرات علوم التربية والفلسفة في الجامعة المصرية. وفي الغالب هناك من يطلع على اسمه كمؤلف أو كمترجم دون أن ينتبه إليه، ولعل ذلك يعود إلى أنه لا يمكن العثور على خيط ناظم في أعمال الباحث المصري.
يعبّر المسار المهني للأهواني عن حالة عدم الاستقرار هذه، حيث بدأ دراساته في الأدب حين حصل على "الليسانس في الآداب" عام 1929، ثم تخصّص في علوم التربية ونال ضمنها درجة الدكتوراه، ولاحقا اشتغل معلّما بالمدارس الثانوية قبل أن يلتحق في 1946 بجامعة القاهرة أستاذا للفلسفة.
لكن مساهمة الأهواني الأبرز تظل في علم النفس وفي الكتابة عن الفكر اليوناني القديم. ومن أبرز أعماله في هذا الإطار "فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط" الذي أعيد طبعه مؤخرا، كما أنه ترجم محاورات أفلاطون. ومن أبرز ترجماته الأخرى: "كتاب النفس" لأرسطو، و"تاريخ الرياضيات" لبرتراند رسّل، و"مباهج الفلسفة" لويل ديورانت.