مدفوعاً بحبّه للمسرح، سيُغادر سعيد بن سالمة، الشابُّ ذو التسعة عشر ربيعاً، مسقطَ رأسه؛ قرية آثزمنزر جنوب مدينة تيزي وزو، إلى الجزائر العاصمة، ليكون مِن أوائل الطلبة المُلتحِقين بـ"المعهد الوطني للفنون الدرامية" في بُرج الكيفان، وكان ذلك عام 1965؛ بعد أشهُر قليلة من تأسيسه عام 1964 على يد مصطفى كاتب (1920 - 1989) ومحمّد بوديّة (1932 - 1973).
خلال دراسته في المعهد الذي تخرّج منه عام 1970، شارك بن سالمة (1946 - 2023)، الذي غادر عالمنا اليوم الأحد، بأدوار صغيرة في عدد من العروض المسرحية؛ مثل العمل التاريخي "إيفانهو" للفرنسي هنري كودرو عام 1966، و"الوحش" عام 1967، و"الجثّة المطوَّقة" لـ كاتب ياسين عام 1968. كما عمل، في تلك الفترة، مُساعداً للمُخرج زيّاني شريف عيّاد في مسرحية "الإمبراطور جونز" (1969)، ومثّل وشارك في إخراجٍ جماعي لمسرحية ألفريد فرج (1929 - 2005) "علي جناح التبريزي" عام 1970.
بعد تخرُّجه، انضمّ بن سالمة إلى "المسرح الوطني"؛ حيث شارك ممثّلاً في عدّة مسرحيات؛ من بينها: "يا الأخ راك متسلّل" (1973) لعبد الله أورياشي، و"باب الفتوح" (1973) لطه العامري، و"بني كلبون" (1973)) لـ ولد عبد الرحمان كاكي، و"سكّة السلامة" (1975) لسعد أردش. وفي عام 1974، عمل مُساعد مُخرج في مسرحية "المقبرة" لزياني شريف عيّاد.
تولّى المسرحيُّ الراحل عدّة وظائف إدارية في "المسرح الوطني" ابتداءً من عام 1976، قبل أن يتولّى إدارته عام 1985، كما شارك في تأسيس "المهرجان الوطني للمسرح المحترِف" في نسخته الأُولى عام 1985، والذي سيتوقّف بعد ثلاث دورات فقط، ليعود عام 2007 في نسخة جديدة.
في عام 1988، اتّجه سعيد بن سالمة إلى الإخراج؛ حيث قدّم بعضاً من الأعمال المسرحية؛ من بينها "اشرب البحر" (1999)، كما أسّس أوّل فرقة مسرحية للأطفال في "المسرح الوطني" الذي سيعود مُديراً فنّياً له بين عامَي 2015 و2016.