يُعدّ المُخرج الجزائري، سيد علي مازيف (1943 - 2023) الذي غادر عالمنا أوّل أمس الثلاثاء، من الأسماء البارزة في السينما الجزائرية؛ وهو الذي برز بالعديد من الأفلام الروائية، القصيرة والطويلة، والوثائقية، خصوصاً في السبعينيات والثمانينيات، إلى جانب كتابته سيناريوهات عدد من الأفلام الأُخرى.
بدأت تجربة مازيف مع الفنّ السابع مطلع في الستّينيات؛ حيث عمل مساعدَ مخرج في فيلم "عشرون سنة في الجزائر" للفرنسي مارك ساتور، قبل أن يلتحق بـ "المعهد الوطني للسينما" في الجزائر العاصمة لدراسة الإخراج بين سنتَي 1964 و1967. وفي هذه المرحلة، شارك في فيلمَين جماعيَّين؛ هُما "الجحيم في سن العاشرة" (1968) عن يوميات الأطفال الجزائريّين خلال ثورة التحرير و"تاريخ ثورة" (1970).
وبعد تخرُّجه، عمل في "الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية"؛ إحدى المؤسّسات السينمائية العمومية التي اختفت لاحقاً. وخلال هذه المرحلة أنجز فيلميه الوثائقيَّين "قطف البرتقال" و"الملاريا في الجزائر" (1967)؛ وهُما عملان وثّق فيهما لجوانب مختلفة من حياة الجزائريّين خلال السنوات الأُخرى للاستقلال.
سيتّجه المُخرج الراحل إلى الأفلام الروائية الطويلة مع "العرق الأسود" (1971) الذي تناول فيه احتجاجات عمّال المناجم الجزائريّين وما ووجهوا به من قمع من قبل الاستعمار الفرنسي، ليليه عمله الثاني في هذا المجال بعنوان "البدو" (1975)، والذي تناول فيه مسألة البدو الرحّل في الجزائر.
أمّا "ليلى وأخواتها" (1978)، فهو فيلمه الروائي الأبرز، وفيه أضاء على حقوق المرأة، من خلال مسألة النساء العاملات، وما يتعرّضن له تعنيف لفظي وجسدي، وما يعشنه في مجتمع لا ينظر بكثير من الودّ إلى المرأة العاملة. وهذا الاهتمام بالمرأة وقضاياها سنجده في أفلام لاحقة أخرجها بنفسه؛ مثل: "حورية" (1986)، و"قضية امرأة" (2007)، أو قام بكتابتها؛ مثل "ما وراء المرآة" (2007) للمخرجة نادية شيرابي.