رفيق أناضول.. ذاكرة بصرية للصعود إلى الفضاء

26 مارس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يقدّم الفنان التركي رفيق أناضول أعمالاً سمعية بصرية ثلاثية الأبعاد في محاولة لاستكشاف الكيانات الرقمية من خلال إنشاء علاقة مختلطة بين الهندسة المعمارية والوسائط باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال بناء تجهيزات يستخدم فيها خوارزمية متطورة تحتوي كماً هائلاً من البيانات.

في معرضه الجديد "ذكريات الآلة: الفضاء" الذي افتتح الجمعة الفائت في "صالة بيلفنيلي للفنون" بإسطنبول ويتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر المقبل، يقوم بتقديم أعمال تستند إلى أرشيفات وكالة "ناسا" الأميركية خلال ستين عاماً.

(من المعرض)
(من المعرض)

بدأ أناضول مشروعه هذا منذ ثلاث سنوات، تفحّص خلالها بيانات "ناسا" وصنّفها وفق مفاهيم وأنماط، ثم قام بتحويلها إلى ذكريات بصرية وصوتية من خلال استخدام خوارزمية تربط بين الذاكرة الآلة والإحساس البشري من خلال أعمال تنتمي إلى الفن الرقمي.

هل يمكن لآلة أن تتخيّل؟ أو يمكن لها أن تحلم؟ تساؤلان أساسيان تتبعهما الفنان من خلال الصور الفوتوغرافية والخرائط التي شكّلت عالماً متكاملاً يمكن من خلاله الزائر أن يعيش ذكريات الفضاء خلال ستين سنة تخلّلتها العديد من الاكتشافات عبر رحلات فضائية، إلى جانب الفشل في رحلات أخرى، وهي مجموعة من منظور الآلات التي استعملها الإنسان في اقتحام الفضاء.

(من المعرض)

يتناول المعرض الذي تمّت إقامته في واشنطن ونيويورك واستوكهولم وبرلين قبل انتقاله إلى إسطنبول تاريخ كوكب المريخ كما تطوّر من خلال البعثات الفضائية، ويضيء أيضاً محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 390 كيلومترا تقريباً عن سطح كوكب الأرض وبسرعة 28 ألف كم في الساعة، وأطلقت عام 1998، إلى جانب تلسكوب هابل، وهو مرصد فضائي يدور أيضاً حول الأرض، والذي أمّد العاملين في الفضاء بأوضح وأفضل رُؤية للكون على الإطلاق.

يضمّ المعرض قسمين؛ الأول يتعلّق بالذكريات ويشتمل على أكثر من مليوني صورة مسجلة بواسطة التلسكوبات الفضائية، بينما يخصّ القسم الثاني الأحلام، حيث يمكن لزوّار المعرض الدخول إلى عقل آلة تمتلك أحلاما متعلقة بالفضاء من خلال "سينما ذكاء اصطناعي" متعددة الأبعاد، ومصممة لتكون قادرة على التحرك في غضون خمس عشرة دقيقة، وأن تندمج مع الهندسة المعمارية.

واستخدم أناضول ما يقارب أربعة ملايين صورة التقطها تلسكوب هابل تمّ تمريرها عبر شبكة الذكاء الاصطناعي، وصنفت بحسب التشابه في ما بينها، ثمّ تمّ تكوين مساحة فضائية بهذه البيانات، ومرّرت من خلال ديناميكيات السوائل.

يُذكر أن الفنان قام في معرض سابق بإنشاء آلة باستخدام خوارزميات تعاملت مع مئات الملايين من صور نيويورك وعالجتها، وقدّمتها في قطعة سمعية بصرية غامرة، فظهرت كأنها تمثّل تاريخ المدينة من خلال السفر في الزمن إلى أحداث وقعت في الماضي وصولاً إلى اللحظة الراهنة.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون