يسيرُ المتسابقون
عبر حقول بأكوام من حصاد الصيف
بجانب الجدول، وعلى جسر النّهر
في الريف، بمحاذاة البيوت البيضاء
ذات السّقوف الرمادية المهيّأة للتصرّف مع الثلوج بطريقة ناجعة،
والتي تُلهبها الحرارة اليوم.
تحت سماء صافية مغرّدة بفوز ممكن
يسير المتسابقون.
خطُّ إسفلت
قوّة تحريك الدوّاسات، تسرّعهُ جاذبة المسافة كخيط مكبّة
وعلى الجانبين حبلٌ متقطّعٌ من المشجّعين.
صاحب القميص الأصفر
الملتصق به كجلد أفعى
ذاك الألمانيُّ الفتيُّ
على نظارتيه المصمّمتين لصدِّ الهواء
وتهذيب ضوء الشمس ينعكس ظلُّ غابة كمروحة مفرودة
مع المنحدر السلس الملتوي كضحكة هاهو يدور.
الظهر منحن كقوس يشدُّ على السّهم
ويمطّطُ وترَ التصميم
بِزَمِّ الشفتين تغدو الإرادة شيئا ملموساً
بينما دوّاسات الأرجل تقلّبُ المشاهد الطبيعية الرائعة، من مشهد لآخر.
حين تصل الدرّاجة الحقول الصامتة
يسمع همس جنزيرها كأزيز ذبابة في جيفةِ بطء الزّمن
ثمّة ما ينبغي
الوصول إليه بالخفّة
المحمولة على مشقة تكابدها العضلات
خطّ الوصول
يزهرُ في النِّهاية
بالعرق والجهد.
حشدٌ من درّاجات هوائية تتسابقُ متأرجحةً من اليمين إلى اليسار،
ومن اليسار إلى اليمين
بين أفخاذ قاسية لعدّائين عالميّين
العالم مثاليٌّ
يسيرُ على عجلات دقيقة
والراياتُ، ترفع الواحدة جنب الأخرى
مُرفرفةً
ليست عدائيةً تماماً
كما لو أنها ألوانُ احتفال المنافسة السعيدة
في صيف فرنسا الجميل.
* شاعر من المغرب