ستيفن كويرك.. قراءة جديدة في علم المصريات
في أطروحة الدكتوراه التي أعدها عام 1990 بعنوان "إدارة مصر في أواخر الدولة الوسطى: الوثائق الهيراطيقية"، يضيء أستاذ علم المصريات والباحث البريطاني ستيفن كويرك كيف وصل الجهاز البيروقراطي إلى تنظيم وكفاءة عالية منذ عهد سنوسرت الثاني؛ رابع ملوك الأسرة الثانية عشرة، وحتى منتصف فترة حكم الأسرة الثالثة عشرة.
ويشير إلى أنّ عدداً من أوراق البردي المكتشفة توضّح الألقاب التي حملها المسؤولون في تلك المرحلة من الحضارة الفرعونية وتحدّد بدقة وظائفهم ومهامّهم الإدارية، كما آلية الاتصال والتنسيق بين مختلف مراكز الدولة بدت أكثر انطباطاً في اتخاذ القرار.
"علم المصريات والتاريخ" عنوان المحاضرة التي يقدّمها كويرك عند السادسة من مساء الأربعاء، التاسع من الشهر المقبل، في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" بالقاهرة، بمناسبة مرور مئتي عام على تأسيس علم المصريات الحديث بعد فكّ رموز الهيروغليفية مع اكتشاف حجر رشيد على يد الفرنسي جان فرانسوا شامبليون.
يعود المحاضِر إلى أوراق البردي واللفائف الجلدية التي سجّل عليها كتّاب أواخر الدولة المصرية الوسطى أعمالهم، حيث تم جمع الوثائق لأول مرة للنظر فيها كمجموعة واحدة تشمل اثنتين من البرديات؛ بردية بروكلين وبردي بولاق.
تتضمن بردية بروكلين حوالي خمسة وثلاثين ألف سجل للقضايا القانونية المتعلّقة بالهاربين الذين سافروا بدلاً من الوفاء بفترة العمل اليدوي الإلزامية للدولة، بينما تحتوي بردي بولاق على ملف الحسابات اليومية للدخل والنفقات في الديوان الملكي أثناء زيارة الملك إلى عاصمته الجنوبية طيبة.
يقيّم كويرك الدراسات السابقة لهذه السجلات المنشورة، ويقترح تفسيرات جديدة بهدف تمهيد الطريق لوصف أشمل للحكومة المصرية في أكثر حالاتها تقدّماً، وكيف تساهم هذه التفسيرات في تطوير علم المصريات الذي شهد جملة تطوّرات منذ تأسيسه وحتى اليوم.
ويطرح أيضاً تساؤلات أخرى حول إذا ما كانت عائلات قرية القرنة في جنوب مصر قد عرفت بالفعل سرّ مقبرة توت عنخ آمون قبل اكتشافها في تشرين الثاني/ نوفمبر 1922؟ وكم من المصريين الذين كانوا في باريس قد علّم شامبليون قراءة اللغة القبطية والتحدث بها قبل اكتشافه لغز حجر رشيد في 14 أيلول/ سبتمبر 1822، وكيف تعامل عدد مع المصريين مع نقوش معابد النوبة وهل فهموا مضامينها قبل اكتشافها.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
