سلمى القبطي: تاريخ المدرسة الأثرية في قطر

02 نوفمبر 2022
(مشهد عام للدوحة في أربعينيات القرن الماضي)
+ الخط -

يعود كتاب "المدرسة الأثرية في قطر (1916 - 1938): نقطة تحوّل في تاريخ قطر والخليج"، الذي أعدّته سلمى صلاح القبطي، إلى بدايات التعليم في منطقة الخليج منذ أواخر القرن التاسع عشر، خلال العهد العثماني.

الكتاب الذي صدر حديثاً عن "وزارة الثقافة" في الدوحة، يضيء تاريخ المدرسة الأثرية التي أُنشئت في قطر خلال العقد الثاني من القرن الماضي، وجملة الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المركبة التي أحاطت بها، والعوامل الداخلية والخارجية التي ساعدت على وجودها.

تعتمد المؤلّفة على عدد من المصادر التاريخية والكتب والأبحاث العلمية والدراسات السابقة المنشورة وغير المنشورة، كما تمّ التواصل مع عدد من الكتّاب والمؤلّفين وأبناء وأحفاد طلّاب المدرسة الأثرية، لتقديم صورة شاملة عن تلك الحقبة.

في الفصل الأول، يستعرض الكتاب نظام الكتاتيب خلال الفترة التي حكمها الشيخ جاسم بن محمد (1826 ــ 1913)، مؤسّس إمارة قطر، وتحديداً بعد عام 1890، حيث شهدت البلاد استقراراً تاريخياً بعد أن ردع الوجود العثماني فيها التهديدات البريطانية، وكانت هذه الكتاتيب تُعنى بتدريس القرآن والكتابة والحِساب، كما كانت في الغالب ملكاً لـ"المطاوعة" القادمين من نجد.

يضيء الكتاب تاريخ التعليم في قطر منذ العقد الثاني من القرن الماضي

وتشير الوثائق العثمانية إلى أنه بلغ عدد الكتاتيب خمسة عشر كتّاباً، وقد أُطلقت عليها تسمية "المدارس الابتدائية" رغم أنها لم تكن نظامية ولا تتجاوز التعليم البسيط، ولم تكن هناك فرصة تسمح لمحبّي العلم بالاستزادة بعد التخرّج من الكتاتيب، وإنما كان عليهم أن يشقّوا طريق الترحال إلى نجد والأحساء وبلاد الشام والعراق ومصر.

ويذكر العمل أهمّ تلك الكتاتيب، مثل مدرسة الشيخ أحمد بن حمد الرجباني الدوسري، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن حمدان، ومدرسة الشيخ محمد الجابر، ومدرسة الشيخ حامد الأنصاري، ولكن لم يكن هناك وقت محدّد للالتحاق والقبول.

ينتقل الفصل الثاني إلى ما بعد عام 1913، حيث انتهى أربعون عاماً من الاستقرار الداخلي في قطر مع بداية تقلُّص النفوذ العثماني في منطقة الخليج العربي، واتساع نطاق النفوذ الإنكليزي، حيث استلم في هذه السنة الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني مقاليد الحكم، وهو الذي اهتمّ بالتعليم والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

غلاف الكتاب

ويتحدّث الفصل الثالث عن دعوة الشيخ آل الثاني في تلك الفترة الشيخ محمد المانع لتأسيس "المدرسة الأثرية"، وهو الذي خرج عن تدريس الكتاب والسنّة فقط إلى تعليم معارف أخرى لطلبته، بينما يوضّح الفصل الرابع حالة التنافس بين عدد من المدارس الناشئة في الخليج خلال النصف الأول من القرن الثاني.

أمّا الفصل الخامس، فيقدّم العوامل السياسية التي ساهمت في إنشاء "المدرسة الأثرية"، ومنها علاقة قطر بالبحرين والعثمانيين، وبريطانيا وسياسات التبشير التي مارستها، وكذلك عوامل اجتماعية تتعلّق بعلاقة المساجد بالمدارس، وأوضاع اقتصادية متردّية لم تسمح للقطريين بالاهتمام بالتعليم.

وتبيّن الفصول الثلاثة الأخيرة (السادس والسابع والثامن) دور المدرسة في تأسيس قاعدة التعليم في قطر، وخرّيجي المدرسة ودورهم في نهضة الدولة، وأثر المدرسة على نهضة الخليج بشكل عام.

المساهمون