سمير فؤاد.. أعمال عن الجسد والسلطة والوحدة

29 ديسمبر 2020
"المرأة الدمية"، سمير فؤاد/ مصر
+ الخط -

انطلق اليوم، الثلاثاء، معرض الفنان المصري سمير فؤاد (1944)، في غاليري "بيكاسو الزمالك" في القاهرة، ويتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري، وبالنظر إلى ظروف كورونا أعلن الفنان على صفحته في فيسبوك، أنه لن يكون هناك حفل افتتاح لمجموعته الجديدة التي تجسد المرأة في حالات مختلفة. 

نشر فؤاد أيضاً النص المصاحب للمعرض الذي يقدم فكرة الأعمال الجديدة المنجزة في الفترة الماضية الذي ينطلق تحت عنوان "سكتت عن الكلام المباح". يكتب الفنان "سكتت شهرزاد لكي تؤجل ساعة القضاء المسلط على رقبتها وتكسب لحياتها فجراً جديداً .. مابين "بلغنى أيها الملك السعيد" وسكوتها كانت تداعب خيال السلطان المطعون فى كرامته المتعطش للإنتقام بحكايات تهيج خياله عن الجنس والسلطة والعفاريت والمردة".

من المعرض
من المعرض

يكمل "يتسيّد الجسد فضاء الليالي بحضور طاغ ويتمثل فيه قطبا الرغبة الدافعة لاستمرار الحياة. شبق الجنس والنفور من الموت يتجسدان فى شهريار الذى -بسلطة مطلقة- يملك جسدها وحياتها وأيضا جسد وحياة من سيلحقون بها.. ويتجسدان في حكايات مشحونة بالجنس والخيانة والثروة والدماء. كما يتجسدان في شهرزاد التي تعطيه بجسدها ومكرها وخيالها ما يبرد عنده نار الرغبة يوما بعد يوم. سلطة الجسد والشبق مقابل سلطة المال والنفوذ صراع يمتد من ليلة لأخرى لألف ليلة أو لأبد الآبدين".

إذن فموضوع الأعمال هو الجسد والسلطة، والجسد وانتزاع السلطة ممثلاً في حضور المرأة في حالات مختلفة، جالسة بصمت في ثوب أصفر، أو مع أخريات أو بين قطط وحيوانات، يموّه الفنان وجوه الشخصيات ويتركها مثل مساحة لونية لا يمكننا تبين ملامحها بدقة. 

مزاجة فؤاد كبيرة ومتنوعة، لا يمكن أن نسمه بلون معين وكذلك لا تهيمن شخصية بعينها أو تتكرر، الفكرة فقط هي التي قد تتكرر لكن حامليها وعناصرها تتغير وتتلون. 

الإعداد للمعرض
الإعداد للمعرض

في معظم معارضه يجسد فؤاد المرأة في المنزل، منتظرة بالقرب من النافذة أو أنها لا تجد ما تفعله، وربما تمارس بعض الأعمال المنزلية المملة، يحاول الفنان من خلال هذه المهمات البطيئة أن يظهر حركة الزمن في البيت والعزلة، فتبدو الشخصيات وكأنهن شخصيات في روايات قديمة، نساء في معزل عن العالم بين جدران مكان ما يراقبن الخارج ويتلصصن عليه من بعيد.

التلاشي أيضاً ثيمة أسياسية في لوحات فؤاد، فكل شيء يبدو كما لو أنه انمحى الموقف نفسه والوجوه، كأنها صور قديمة تحتاج إلى ترميم ومعالجة، وهنا أيضاًَ يلعب التشكيلي على فكرة الزمن والقدم والذاكرة التي تجلب الصور مشوشة وضبابية، وهو يرسمها كما تجلبها.

يعد فؤاد أحد أبرز فناني جيله الذي بدأ العمل في الثمانينيات، حيث تدرب لفترة مع الفنان حسن سليمان، وعرض في معارض محلية وجماعية. أقام اثنا عشر معرضًا خاصًا منذ عام 1997، ومثّل بلاده في بينالي الألوان المائية الدولي، وتفرغ تماماً للرسم والكتابة عن الفن منذ عام 2001. 

المساهمون