- البرلمان القبرصي يشهد نقاشات حادة ويوافق على الاتفاقية بأغلبية، رغم مطالبات بالتمسك بمبادئ القانون الدولي وإدانة جرائم إسرائيل، مما يثير استنكار العاملين في السينما.
- "شبكة عمال السينما من أجل فلسطين" تدعو للتوقيع على بيان يرفض صمت السينمائيين أمام الهمجية الإسرائيلية، مؤكدين أن السينما يجب أن تعبر عن هموم الناس وتدين انتهاكات حقوق الإنسان.
في بيان صدر منذ أيام، أعلن سينمائيون وعاملون في صناعة الفيلم بقبرص رفضهم المطلق "لاستغلال السينما ذريعة لتبييض الإبادة الجماعية للفلسطينيين"، في إدانة للاتفاقية التي وقّعتها حكومة بلادهم مع كيان الاحتلال بشأن الإنتاج المشترك بينهما، وصادق عليها البرلمان في التاسع والعشرين من الشهر الماضي.
وشهد البرلمان القبرصي نقاشات حادّة حول الاتفاقية انتهت بموافقة أغلبية أعضائه على الاتفاقية، حيث أيّدها 25 نائباً مقابل اعتراض اثني عشر نائباً، وامتناع ثلاثة نواب عن التصويت، حيث طالب برلمانيون بالانحياز لمبادئ القانون الدولي والمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تدين جرائم "إسرائيل".
وأشار ممثل "الحزب التقدمي للشعب العامل، النائب جيورجوس لوكايدس، إلى أنه من المأساوي أن تتم مناقشة الإنتاج المشترك للأفلام بدلاً من الفظائع التي ترتكبها "إسرائيل" وفرض العقوبات عليها، موضحاً أن الدول الصغيرة مثل قبرص على وجه الخصوص يجب أن تسلط الضوء على الالتزام بالقانون الدولي وليس على المصالح التي تجعلها تحت رحمة الأقوياء.
أشار البيان إلى أنه لا يمكن التزام الصمت في وجه الهمجية الإسرائيلية
ودعت "شبكة عمال السينما من أجل فلسطين" مختلف العاملين في صناعة السينما القبرصية والرسوم المتحركة إلى التوقيع على بيان جاء في مفتتحه "باعتبارنا صانعي أفلام، وعاملين في مجال السينما، وأعضاء في مجتمع السينما في قبرص، لا يمكننا أن نبقى صامتين في وجه الهمجية المذهلة التي شهدناها في الأشهر الأخيرة. ولا يمكننا الاستمرار في صناعة أفلام عن العنصرية والتمييز وما بعد الاستعمار والهجرة، والحديث عن الألم الإنساني، والدراما الإنسانية، والتطرق إلى الجوانب الأكثر حساسية في الوجود الإنساني، والتزام الصمت في مواجهة الرعب الحقيقي".
وتساءل الموقعون عن دوافع النواب الذين وافقوا، سواء بالتصويت بالموافقة أو الامتناع، في هذه الفترة التي سيسجلها التاريخ بأحلك الألوان، مستنكرين تبرير موافقتهم في سياق "تطوير السينما" التي يفسرونه دائماً بمصطلحات اقتصادية فقط، كما لو أن السينما ليست سوى "تجارة" و"استغلال" أو شيء يستثمر للخضوع لسلطة ما، سلطة الدولة التي ترتكب جرائم القتل، والذي يجري تقديمه باسم "التعاون".
وأضاف البيان "السينما، قبل كل شيء، تمثّل هموم الأشخاص المعنيين في هذا البلد ويتم التعبير عنها من خلالهم"، مؤكدين معارضتهم المطلقة لهذا القرار وإدانتهم بشكل قاطع أي محاولة لانتهاك حقوق الإنسان، واتخاذ السينما أداة لـ(تبييض) الأعمال الشنيعة التي ترتكبها دولة إسرائيل، وحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني".
يُّذكر أن قبرص احتضنت خلال الأشهر الماضية العديد من الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وكان آخرها "مهرجان الفيلم الفلسطيني المستقل" الذي اختتمت نسخته الأولى في الثاني والعشرين من الشهر الماضي في مدينة ليماسول.
من بين الموقعين: إيفيغينيا أبراهام، وأرسينيو أغيسيلاو، وأندرياس أناستاسياديس، ومارينا أسيوتي، وبانوس أخيوتيس، وأندرياس ديميتريو، وفيميا ديموسثينوس، وكيستريل فارين ليا، وماريوس يوانو، وأولغا كوريلو، وماريوس ميتيس، ومارينا زينوفونتوس، وماريا باباكوستا، وكريستيانا بيريسي، وسافاس ستافرو، ومارينا سيمو، وناوسيكا هاتزيكريستو، ويانيس كريستيديس.